في ذكرى ميلاده الـ85.. بليغ حمدي الذي جعل كوكب الشرق تغير طباعها لأجله وتقول عنه أنه ثروة قومية.. صنع أسطورة وردة الجزائرية.. وقدم أجمل ألحانه للعندليب.. فيديو وصور

تمر اليوم الذكرى الـ85 على ميلاد الموسيقار العبقري أسطورة الموسيقى العربية بليغ حمدى، الذي ولد 7 أكتوبر عام 1931 وفارق الحياة في 17 سبتمبر 1993، 30 عام هي فترة تواجد بليغ على الساحة الفنية والتي أثرى خلالها مكتبة الموسيقى العربية بعشرات الأغنيات الرائعة التى لا تخطئها أذن المستمع بمجرد الإنصات لأولى نغماتها، فهو حالة فريدة فى الموسيقى لم ولن تتكرر بشهادة كبار النجوم، حيث قال عنه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب إن "بليغ ربنا بينعم عليه بجمل غنائية عبقرية، قلما ينعم بها على فنان كل 50 سنة"، ورغم أن عبد الوهاب من أعظم ملحنى القرن، إلا أنه قال أيضا عن بليغ "أنا لما بنسى نفسى وأدندن ألاقينى بدندن ألحان بليغ حمدى.. بليغ موهبة جبارة".
والحقيقة أن الكلام عن بليغ حمدى لن ينصفه لأنه لا توجد كلمات تستطيع أن تعطيه حقه كما يستحق، وأفضل ما يمكن ان يتحدث عن بليغ هي موهبته التي بالفعل تتحدث عن نفسها فألحانه تفرض نفسها على أي صوت وأي كلمات وتستطيع أن تصنع من التراب ذهبا، فبليغ ليس مجرد ملحن موهوب يمتلك موهبة فذة تخصه وحده، لكنه حالة نادرة وفريدة من نوعها، فيكفى وضع اسمه على أى أغنية لتثق أنها ليست مجرد أغنية بل هي ملحمة كاملة تستطيع تذكر كل جملة لحنية بها وأنت مغمض العينين.
استطاعت ألحان بليغ صنع نجومية العديد من نجوم الطرب على رأسهم زوجته الفنانة الراحلة وردة الجزائرية والتى عشقها بليغ، وقدم لها أجمل ما يملك من ألحان، حيث كان يلحن لها بوجدانه، لذلك قدم لها النجومية على طبق من ذهب، واقتصرت ألحانه لفترة طويلة جدا على وردة بمفردها دون غيرها من المطربين، حتى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى قدم معه من قبل أجمل ألحانه وكان أكثر صوت يفهم لحنه ويترجمه وقدما معا أشهر الأغنيات التى تعيش بيننا حتى الآن مثل "تخونوه"، "خايف مرة أحب"، "خسارة"، "التوبة"، "سواح"، "جانا الهوا"، "الهوا هوايا"، "مداح القمر"، "حبيبتى من تكون"، "زى الهوا"، "حاول تفتكرني"، "أي دمعة حزن لا"، "على حسب وداد"، لكن غيرة وردة من عبد الحليم استطاعت أن تنهى العلاقة بينه وبين بليغ، ولكن فى النهاية استطاع أحمد فؤاد حسن أن يصلح بينهما فى عيد ميلاد أولاده فى شهر يونيه عام 1976.












ولا نستطيع أن نغفل الدرر التي قدمها بليغ لزوجته وردة في هيئة أغنيات منها "العيون السود"، "خليك هنا"، "حكايتى مع الزمان"، "بودعك"، "لو سألوك"، "اسمعونى"، "اشتروني"، "وحشتوني"، "حنين"، "احضنوا الأيام"، "ليالينا"، "مسا النور والهنا".














كما قدم أيضا أجمل ألحانه مع النجم المختلف محمد رشدى، حيث قدما معا عدد من الأغنيات التى لا تزال تتربع على عرش الأغنية الشعبية بعد مرور على رأسها "عدوية، ميتى أشوفك، على الرملة، مغرم صبابة، وطاير يا هوى".









مثلما ساهم بليغ في صنع نجومية كثير من المطربين، ساهم أيضا في تجديد نجومية أخرين أو تجديد دمائهم، مثلما فعل مع كوكب الشرق أم كلثوم والذي قدم لها مجموعة من أروع ألحانه على الإطلاق، أجمل أغنياتها ايضا رغم أنها قدمت قبله عشرات الأغاني الملحمية لكن بليغ كان مختلف تماما فألحانه دائما ما تدخل للقلوب دون استئذان وبكل سهولة، حيث قدم لها "سيرة الحب"، و"الحب كله"، "بعيد عنك"، "ظلمنا الحب"، "كل ليلة وكل يوم"، "فات الميعاد"، "ألف ليلة وليلة"، و"أنساك" وغيرهم.


















وبليغ هو الوحيد الذي استطاع أن يحول شخصية أم كلثوم وجعلها تتعامل معه على حسب مزاجه الخاص، فعندما عرفها عليه النجم سابق عصره الراحل محمد فوزي قائلا لها فى حماس شديد، "هسمعك الليلة دى ملحن هايل هيكون له شأن فى السنوات القادمة، وكان بليغ يعيش على طبيعته وسجيته فجلس على الأرض، كما اعتاد عندما يلحن، وعندما انتهى من غناء المذهب وجد أم كلثوم تجلس بجواره على الأرض وسط ذهول الحاضرين، فكيف لهذه الشخصية بكل هذا الوقار التي يطلق عليها الهرم الرابع أن تجلس على الأرض بجانب ملحن جديد لم يتخطى الـ25 من عمره.

إلا أن موهبة بليغ الفذة جعلتها منبهرة به لدرجة أن غيرت من طباعها لأجله، فكوكب الشرق التى اعتاد الجميع على انتظارها وكانت مواعيدها مقدسة للجميع، جعلها بليغ تنتظره هو، رغم أنه يتأخر عليها بالساعات، بل أنه لم يأت من الأساس فى أحد المواعيد التى كانت تجمعه بها وفوجئت أنه سافر إلى لبنان، ولو أن شخص أخر غير بليغ هو صاحب هذه الواقعة لكان قد قضى على مستقبله، لكن معه هو الأمر مختلف، فبعد كل ذلك سامحته أم كلثوم وسط ذهول كل من حولها، بل أنها قالت عنه في أحد لقاءاتها مع الإذاعى الكبير وجدى الحكيم "بليغ ده نهر متدفق هادر من الأنغام الجميلة سيبوه يعمل أغانى عظيمة، بليغ ثروة قومية حافظوا عليها، وحاولوا ما تزعلهوش أبدا".