جمال عبد الناصر يكتب: ورحلت سيدة النقد وأهم أساتذته

نادرا ما تجد ناقدا مسرحيا لديه انفتاح ثقافى على كل الاتجاهات المسرحية ولديه حب للمسرح وعشق لمشاهدة مثلما كانت الناقدة الراحلة نهاد صليحة أستاذة النقد والدراما، لذلك كان كل المسرحيين يطلقون عليها سيدة النقد المسرحى فى مصر . عادة كل ناقد مسرحى تجد له من يحبونه ومن لا يحبونه من المسرحيين، لكن الناقدة الراحلة نهاد صليحة كانت محبوبة من الجميع ومن كل من يعمل بمجال المسرح كانت لا تترك عرضا مسرحيا إلا وتشاهده، وكان أى مسرحى مخرجا كان أو ممثلا أو مؤلفا من المحترفين أو من الهواة إلا ويوجه لها الدعوة لحضور مسرحيته وتتوان عن الحضور بل تجدها أول الحاضرين وأول المشجعين للتجارب الجديدة. كانت الراحلة حتى فى كتابتها ونقدها حيادية جدا وتنصح صناع أى عمل مسرحى بما يجب وبما لا يجب برغم أن الفن لا يوجد فيه إلزام، لكنها كانت توضح وتوعى وتنصح وتوجه بطريقتها الذكية وتوعد المخرج أو صانع العمل بأن تشاهد عرضه القادم وبالفعل تلبى الدعوة مرة أخرى فكانت لا تكل ولا تمل من مشاهدة العروض حتى لو كانت فى مناطق نائية وبعيدة او فى مسارح فى الشارع أو فى مراكز شباب. الراحلة نهاد صليحة كانت من أكثر المدافعين عن المسرح المستقل وكانت من منظريه ومن رواده، وكثيرا ما دافعت عن عروضه وعن قضاياه وعن وجوده من الأساس ودعمه وربما كانت من الذين جعلوه يتنافس ويتسابق فى المهرجان القومى للمسرح. فقدنا بالفعلناقدة مهمة وخسرنا إنسانة محبوبة من الجميع كان الكل يحترمها ويقدرها حتى لو اختلف معها فى بعض الآراء، فرحمة الله عليها تلك السيدة التى أقل ما نوفيها حقها بأن نطلق اسمها على مسرح من مسارح الدولة او نهدى لروحها دورة من دورات مهرجاناتنا المسرحية وقد حالفنى الحظ فى صحبتها فى مهرجان الشوارع الخلفية بالأسكندرية الذى يقيمه الدكتور محمود أبو دومة. والراحلة نهاد صليحة لمن لا يعرفها ولدت عام 1945 ونالت الدكتوراه فى المسرح من جامعة إكسترا بالمملكة المتحدة عام 1982 ومن قبلها كانت قد حصلت على درجة الماجستير فى الأدب الإنجليزى من جامعة ساسكس بالمملكة المتحدة عام 1969 ومن قبلها كانت قد حصلت على ليسانس الآداب فى اللغة الإنجليزية عام 1966. وتنوع ما كتبته ما بين النقد المسرحى والترجمة الادبية وفنون الأداء ونظرياته والأدب الإنجليزى وشغلت عدة مناصب أهمها عميدة المعهد العالى للنقد الفنى والمشرف على قسم النقد المسرحى بجريدة الأهرام، وكانتعضوة باللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافةوعضوة فى لجنة الدراما بقطاع الإنتاج للإذاعة والتلفزيونوعضوة بمجلس إدارة صندوق روبرتو شيميتا الدولى لدعم فنانى المسرح الشباب فى دول البحر المتوسط ومن مؤلفاتها " المسرح المصرى مسرحيات ومسرحيون" عام و" المسرح المصرى اتجاهات جديدة" عام 2003 و" مسرح لورد بايرون: قراءة حداثية" عام 1986. كانت الراحلة أول من استخدم المنهج السينمائى فى النقد المسرحى العربى استخداماً علمياً وساهمت فى تأسيس حركة الفرق المسرحية المستقلة من خلال إقامة المهرجان الأول للمسرح المستقل فى مصر عام 1999. أما عن تكريماتها فقد كرمت فى الدورة الرابعة عشر لمهرجان دمشق المسرحى، 2008وحصلت على جائزة الدولة للتفوق فى مجال الدراسات الأدبية، 2003وكرمها مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى ، 1996وكرمتها العديد من المهرجانات المسرحية العربية منها مهرجان الشارقة ومهرجان مجلس التعاون الخليجى ومهرجان قرطاج ومهرجان أيام عمان المسرحية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;