شكّل فوز الممثلة والنجمة الفرنسية "إيزابيل أوبير" بجائزة أحسن ممثلة من الجولدن جلوب مفاجأة للكثيرين.. خصوصا أن ترشيحها بالأساس جاءت من خارج التوقعات، ونافست نجمات هوليوود ليس ذلك فقط بل واقتنصت الجائزة بدورها فى فيلم "Elle" لمخرجه "بول فيرهوفن".
النجمة الفرنسية "إيزابيل أوبير" نافست بقوة وتمكنت من اقتناص الجائزة عن حق حسبما رأى الكثير من النقاد والمتابعون، وفى ظنى أنها تنتمى لنوعية خاصة وقليلة من النجمات وتحديدا هؤلاء اللائى يتماهين مع الدور الذى يقدمنه دون حسابات أو خوف من نوعية الدور أو ما يحمله، حتى لو كان دورا يظنه البعض غير أخلاقى أو لامرأة شديدة التعقيد، أو الشخصيات المليئة بالعيوب، والتى لا تضع حسابا لأى شىء بل تتصرف كما تشتهى.. ولا يعنيها تقديم مبررات لتصرفات مثل هذه النوعية، وهذا هو ما فعلته إيزابيل فى فيلمها "هى" قدمت الدور كما هو لذلك استطاعت أن تسحر كل من شاهد أداءها لدرجة أنك تشعر أنها هى ولا أحد غيرها يستطيع أن يؤدى الدور بهذه البساطة والخفة، بعض النقاد يؤكدون أنها من نفس نوعية نجمات مثل "باتى دايفس وجون كروت وآنا مجانى".. وهن نجمات مغامرات لا يخشين أى نوعية من الأدوار حتى أنماط الشخصيات التى يطلق عليها "الخاوية" أو بالمصطلح الإنجليزى "blank".
فيلمELLEمن الأفلام الفرنسية اللافتة والتى قدمت فى 2016 تدور أحداثه فى خطوط درامية تمتزج فيها الكوميديا والتشويق، حيث يرصد السيناريو كل التناقضات فى حياة ميشيل، بطلة العمل والتى تمتلك شركتها الخاصة لإنتاج ألعاب "الفيديو جيميز"، والتى تتعرض للاعتداء الجنسى أكثر من مرة لتجد فى اغتصابها استجابة لرغبة جنسية لديها، رغم أنها صاحبة تجارب جنسية متنوعة.. وطفولة شديدة التعقيد من خلال علاقتها بالأب الذى اتهم فى جريمة وصدر حكم بحبسه مدى الحياة، وأم شديدة اللطف متسقة مع نفسها تهتم بإجراء عمليات تجميل بانتظام، إضافة إلى الدخول فى علاقات جنسية مع شباب يصغرونها فى السن تدفع لهم أموالا نظير ذلك، إيمانا منها بضرورة حفاظها على حياتها الجنسية.
حياة ميشيل مليئة بتناقضات تثير الغرابة، ومن خلال أدائها المتميز حوّلت بطلة الفيلم ميشيل (إيزابيل أوبير) الدراما إلى كوميديا سوداء، من خلال التناقض فى شخصيتها فى معظم المواقف، خصوصا أنها تجمع بين قوة الشخصية والتحرر والاستقلالية، والضعف أمام مغتصبها ثم الاستجابة له.
تحاول ميشيل فى المشاهد الأولى من الفيلم التعرف على مغتصبها، فتتغلب رغبتها عن خوفها منه، ليتحول الأمر إلى مغامرة جنسية فى نهاية القصة.. تماما بنفس طريقة تعاطيها مع ألعاب التى تنتجها شركتها.. إيزابيل أوبير قدمت الشخصية بحب وإخلاص شديدين دون أى إدانة تذكر وهذا هو سحرها الخاص.