بكل مرارة وحزن عميق تلقينا جميعا خبر وفاة الشاعر الفنان سيد حجاب الذى تمثل وفاته خسارة فادحة فكم أمتعنا هذا الرجل بأشعاره وكم أمتعنا بكلماته التى سكنت قلوب الجماهير ورددنا بألستنا عباراته الشعرية السهلة الممتنعة فحين كان يكتب الراحل أغنية لتتر مسلسل فإن ذلك مدعاة إلى نجاح العمل ككل ويكاد المواطن العادى يحفظ كلمات المسلسلات التى صاغ كلمات المقدمة والنهاية لها فمن منا ينسى كلماته فى تتر مسلسل ليالى الحلمية حينما قال: «منين بيجى الشجن، من اختلاف الزمن.. ومنين بيجى الهوى، من ائتلاف الهوى.. ومنين بيجى السواد، من الطمع والعناد.. ومنين بيجى الرضا، من الإيمان بالقضا» فالكلمات كم هى بسيطة لكنها معبرة جدا وتحمل دلالات متعددة.
كان قريبا جدا فى كل أشعاره من هموم البسطاء وكلامه كان معجون بهمومنا وأحلامنا ففى قصيدته التى كتبها لمسلسل الشهد والدموع وغناها على الحجار ولحنها العبقرى عمار الشريعى وتقول: «تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى وراء نفس السراب، كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسين باغتراب» سنجد أن اللغة بسيطة ومركبة فى نفس الوقت وتحمل دلالات متعددة فكم كانت كانت كلماته عذبة وجميلة.
نصف قرن من الإبداع وستون عامًا من الشعر وستون عاما من الشغف بالتعبير عن الحياة بقضاياه بحلوها ومرها فقد ظهرت ملامح الموهبة عند سيد حجاب فى سن الحادية عشر وبدأت رحلته مبكرا مع الشعر وغوته ربة الشعر فأصبح مسحورا بالشعر.
فى كل قصائده فقد سكنت كلماته قلوبنا فالراحل كان من الشعراء القلائل الذين حولوا كلمات الأغانى إلى شعر، بما فيها من مجاز وجناس، وتركيب، وهذا ما نستطيع أن نلمسه فى تترات كل مسلسلاته فأصبح هناك خيط قوى من التواصل بنيه وبين المشاهدين ومن أغانيه صنع دراما خاصة متشابكة، فى طريقة لا تقارن.