موسم إجازة نصف العام يعتبر موسما سينمائيا يحمل بعض الرواج لدور العرض، وربما يكون فيلم مولانا كان فاتحة خير لهذا الموسم، فقد تم عرضه مبكرا قبل الإجازات، وبرغم هذا استطاع أن يحصد إيرادات عالية، وإن كان فيلم مولانا حالة خاصة لا أظنها مرتبطة بتوقيت عرض، ثم تأتى القائمة بأفلام ثلاثة نجوم غابوا طويلا عن الشاشة وظهروا هذا الموسم وهم: مصطفى قمر بعد غياب 4 سنوات فى فيلم فين قلبى مع يسرا اللوزى وشيرى عادل، ثم يعود أحمد عيد بعد غياب أربع سنوات هو أيضا بفيلم يابانى أصلى، وأخيراً وليس آخراً أحمد آدم بعد غياب ثمانى سنوات يعود بفيلم القرموطى على خط النار لشخصية ارتبطت به وارتبط بها حتى صارت جزءًا منه حتى وهو يؤدى ستاند آب كوميدى فى برنامج تلفزيونى.
وتنتهى القائمة أخيراً بالأحدث عرضا «فيلم آخر ديك فى مصر» لمحمد رمضان وفيلم القرد بيتكلم بطولة أحمد الفيشاوى وعمرو واكد.
ونظرة على الخريطة السينمائية ستؤكد أن الأفلام الثلاث التى تقع بين مولانا وآخر ديك وربما القرد ستقع فى قرعة دورى المظاليم، ورغم أن القرموطى على خط النار يتصدر إيرادات النجوم الثلاث الغائبين العائدين فإن الديك من المؤكد لن يمنحهم فرصة كبيرة للتنفس كما فعل مولانا، هذا عن توقعاتى فيما يخص شباك التذاكر، ولكن ماذا عن واقع فنى قدمته الأفلام الثلاث قبل أن يظهر الديك؟
القرموطى فى أرض النار
بعد 11 عاماً من الغياب عن الشخصية التى منحته لمسة خاصة وتميزا يعود أحمد آدم لشخصية القرموطى، وكعادته يأتى مواكباً للأحداث السياسة، فالقرموطى هذه المرة يذهب إلى ليبيا وليس العراق ليشارك فى جماعات داعش عن طريق مصادفة ساخرة بعد رحلة صيد فى مرسى مطروح، وقد بدت بدايات الفيلم بأحداثه ومناطق الضحك فيه، بداية مجتهدة دراميا ولكن ما إن وصلت الأحداث إلى ليبيا ووصول القرموطى هناك، تشعر كمشاهد أن الكسل انتاب العاملين فى الفيلم وخاصة كاتب السيناريو محمد نبوى والمخرج أحمد البدرى، واكتفوا بإلقاء كاهل كل العمل على أحمد آدم ووجوده بطلاً للفيلم وكأنه فى برنامجه التليفزيونى «بنى آدم شو».
لا يعنى أبداً أننا أمام فيلم كوميدى فيه فكرة فانتازيا أن يتكاسل فيه الكاتب عن أن يرتب الأحداث ويقنعك بإمكانية حدوثها، ولكن مع القرموطى لا شىء يحتاج لمجهود أو هكذا ظن من صنعوه.
يابانى أصلى
أحمد عيد حالة خاصة جدا سينمائياً بل يكاد بالنسبة لى يكون لغزا فهو يُقدم كممثل كوميدى وهو أقرب للتراجيديا من الكوميديا، فصحيح أن الممثل الكوميدى هو الأقدر على تقديم المأساة مهما كانت قسوتها ولكن بروح مرحة وأحمد عيد لا يحمل ملامح الروح المرحة حتى وهو يقدم الإفيه الكوميدى، ورغم أن أفلام عيد القليلة دائماً ما تحمل فكرة وموضوعا جاداً، فإنها لا تجذب جمهور الكوميديا ولا تُرضى جمهور الموضوعات الجادة لأنها تقف بين هذا وذاك حائرة.
سيناريو يابانى أصلى كتبه لؤى السيد عن رجل يتزوج من يابانية تحمل منه ثم تقرر أن تهرب بولديها من مصر ولكن الأب يصر على عودة أبنائه ليعيشوا فى مصر ويحاول السيناريو أن يبرز الفروق وخاصة فى التعليم وحياة الأطفال ما بين مصر واليابان، أو ما بين السماء والأرض وهو واقع نعيشه ونعرفه، ولكن فى نهاية الفيلم ينتصر للأرض لأن يبقى الأطفال فى مصر ليذكرنا بنهاية فيلم عسل أسود.
الإخراج الأول لمحمود كريم يحمل إشارات لمخرج جيد وقد استطاعا الطفلان اليابانيان المشاركان فى البطولة إضفاء روح من المرح على البطل المكتئب، غير أن وجودهما لم يكف لإنقاذ الفيلم من منطقة الوسط.
ومازال فى دورى المظاليم بقية.