بدأت منذ قليل ندوة "الشباب وثقافة المستقبل"، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الـ ٤٨ بأرض المعارض، بحضور ضيف الندوة النجم محمود حميدة الذى تحدث عن التعليم ودوره فى حياتنا وتأثيره على سلوكيات الشباب، وقال حميدة خلال الندوة، إن هناك اختلافا فى محتوى اللغة العربية طوال السنوات الماضية، لافتاً أن مدرس "العربية" كان مهتماً قى الماضى بها ولكن هذه النوعية من المدرسين قلت حاليًا، ولم يصبح هناك اهتمام مثل الماضى، وهذا سبب من أسباب تدهور العملية التعليمية.
وروى حميدة، موقفا حدث معه شخصيًا عندما أخبرته ابنته التى كانت فى المرحلة الابتدائية وقتها، بأن مدرس اللغة العربية يريد مقابلته فوافق، مضيفاً:"عندما التقيته وجدت عمره ٢٨ عامًا وأبلغنى أنه شاعر ويكتب شعرا وأغنيات ويريد مقابلة مغنيين، فسألته من تعرف من الشعراء الكبار؟ ووجدته لا يعرف، وأعطيته كتاب شعر يقرأ منه أمامى فتعثر فى القراءة وهو فى الأساس مدرس لغة عربية وكما يقول شاعر، ومفترض أنه مهتم باللغة".
وتحدث محمود حميدة عن الأنشطة المدرسية فى فترة الستينات عندما كان طالبًا وقال :" فى مرحلة الستينات كان الحزب الاشتراكى هو الحزب الحاكم وكان هناك اهتمام بالنشاط المدرسى على مستوى المحافظة والجمهورية، وهذا ما أفرز عددا من الفنانين وأنا منهم، وبعدما كانت كل المدارس بها مسارح أو حتى قاعات لعرض المسرحيات أصبحت تخلو من ذلك تمامًا، وحتى إذا جاءت سيرة التمثيل أو الرقص أو الغناء فى المدرسة تجد من يرد عليك ويقول أنت تريد جعل المدرسة عوالم!
وتابع حميدة:" هناك احتقار من المجتمع لمهنة التمثيل أو الرقص، ومعظم أولياء الأمور يؤكدون لأبنائهم أن الفن عيب، وحقيقة المجتمع يحتكر كل الأعمال المندرجة تحت مسمى التسلية مثل الموسيقى والغناء والرقص، ولابد أن ننتبه لهذه المسالة وطرحتها كثيرًا، وعلى سبيل المثال لو ابن أى شخص طلب منه الزواج من راقصة فماذا سيكون رد فعله؟، أو تقدم لابنته عريس يعمل مغنيا أو ممثلا فسيكون فسيرفضه، ولا أعرف متى تتغير هذه الفكرة".
وعن فكرة تجريب النماذج الأوروبية فى الفن أوضح حميدة :" لابد أن نطلع أولاً على تجارب الآخرين، والأهم هو تطويع ذلك فى مجتمعنا بما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، ولا يصح تمامًا أن نحضر نموذجا أجنبيا وننفذه فى مصر، فلن يفهمه المجتمع، وأصبح فى مصر حاليا لا توجد مسارح يعمل فيها الشباب بالمحافظات فيضطرون للعمل فى الشارع ولكن لا يوجد قانون يسمح بذلك وأتمنى إصدار قانون يسمح لهم بالعمل فى الشارع مثل ساقية الصاوى مثلاً".