إسماعيل عبد الحافظ.. اسم يسبقه كلمة "إنسان" قبل كلمة مخرج، يسبقه الحب قبل الإبداع، ربما لم يحصل مخرج فى الوسط التليفزيونى على المحبة، التى نالها المخرج الكبير الراحل.. محبة ليس فيها مجاملة أو رياء، بل محبة حقيقية خالصة للرجل، الذى ظل حياته يوزع إنسانيته على الجميع، الفنيين قبل الفنانين، أبطال الدور الثانى قبل النجوم.
فى ساحة الأستوديو أثناء تصوير مسلسلاته المهمة، كان يفترش الأرض ويجلس على "الطبلية" ويأتى بالإفطار المحبب لديه "الفول والطعمية والسلطة الخضراء والفلافل" ويدعو الجميع لتناول الإفطار معه، لا يفرق بين عامل الإضاءة والنجم، بين مصمم الديكور ومساعد المخرج، بين ابنه محمد والأطفال الذى يستعين بهم فى المسلسل، الكل سواء فى لوكيشن اسماعيل عبد الحافظ.
هكذا عرف الوسط الفنى المخرج الكبير الراحل، والذى لم تقل شهرته عن النجوم الذين عملوا معه وهم كثيرون منهم (يحيى الفخرانى، صلاح السعدنى، يوسف شعبان، هشام سليم، ممدوح عبد العليم، منى زكى، صابرين، أحمد عبد العزيز)، وعرفه الجمهور من خلال إبداعاته ورصيده الفنى الذى لن يتكرر "الشهد والدموع" و"ليالى الحلمية" و"شارع المواردى" و"الوسية" و"العائلة" و"سامحونى ماكنش قصدى" و"جع البعاد" و"امرأة من زمن الحب"، و"حدائق الشيطان" والمصراوية" وغيرها.
إسماعيل عبد الحافظ المولود فى مثل هذا اليوم 15 مارس عام 1941، ويحتفل الوطن العربى بيوم مولده، خاض رحلة طويلة مع الحياة بدأها إنسانا وأنهاها مثلما بدأها "إنسان".