علا الشافعى تكتب: رغم أنه "أسطورة" إلا أنه كان يرى أن التمثيل مهنة وضيعة

عمر الشريف صاحب العينين العميقتين والمميزتين ونبرة الصوت المميزة، وفتى أحلام الملايين فى أنحاء العالم، (10 ابريل 1932 حتى 10يوليو2015)، كان عندما يسأله أحد عن موهبته وقدرته المميزة على التعبير والتلون فى الأداء كان يضحك ويقول: «التمثيل مهنة وضيعة لا ترقى لأى مهنة فى العالم، ولأنى فاشل بكل شىء، اتجهت إلى التمثيل»، موضحًا أن تجربته فى السينما العالمية لم تضف إليه الكثير من الناحية الإنسانية، لكنها أضافت إلى رصيده المهنى وكونت ثروة مادية، وهى لا تختلف عن تجربته فى السينما المصرية. وأعتقد أن النجم العالمي يقف وحده متفردًا فى منطقة لم ينافسه فيها أحد ولن تتكرر فى ظنى.. عمر ذلك الفتى السكندرى الحالم صاحب الجذور اللبنانية، الذى رفض أن يستمر فى مجال تجارة الأخشاب «مهنة والده»، قرر أن يمتهن التمثيل.. عمر الذى طاف البلاد طولها وعرضها وحمل معه أسطوة وسحر الشرق إلى ثقافات مختلفة، صار فنانًا عابرًا للقارات متعددًا الجنسيات والأديان، هو ليس بفنان مر فى تاريخ السينما، بل واحد ممن شكلوا وجدان جمهور عريض فى العالم، ويكفى أنه عندما اتهمه الصهاينة بمعادة السامية وقال عنه العرب إنه يحابى اليهود أفلت من التهمتين، وأكد أن كل ما يهمه هو الإنسان وذلك من خلال فن راقٍ أسعد الإنسانية، وصنع له نجومية ممتدة عبر الأجيال ودول مختلفة على مستوى العالم. ورغم أسطورته التى لن تتكرر، إلا أنه وصل إلى حكمة الحياة وخلاصتها، وصار قبل رحيله زاهدا فى كل شىء، كسب الكثير من الأموال إلا أن همه صار كيف يستمتع بها.. عرف الكثير من الجميلات، وظل قلبه خاويًا، لم تسكنه امرأة، بحسب تصريحاته، بعد طلاقه من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، كان يعرف أن النجومية زائلة ولن يبقى شيء لعمر الإنسان، ولذلك كان شعاره هو "الاستمتاع بالحياة حتى اللحظة الأخيرة." تلك الصراحة كانت تجعل البعض يتساءل: «كيف لفنان بحجمه وموهبته يصف مهنته بهذا الشكل؟». ولكن عمر كان يتحدث عن نفسه رافضًا أن يُصدر أى إحساس بالغرور، فهو المسيحى الذى ولد وتربى فى مدينة الإسكندرية ذات الطابع الـ«كوزموبليتان»، كان يدرك أن التعايش بين البشر فى سلام هو الأهم، وأن الأبقى فى معادلة الحياة هو الإنسان، لذلك كان يضحك مستشهدًا بعائلته الصغيرة ويقول: «كنت شاهدًا على عصر من النجاحات والإخفاقات، بحسب تعبيره»، وأضاف «تزوج ابنى الوحيد طارق بـ4 نساء مختلفات الجنسية والديانة، ولدى 3 أحفاد أمهاتهم مختلفات الديانة، يهودية ومسيحية ومسلمة، وعلى الرغم من ذلك، يحبون بعضهم كثيرا، ولا يتناحرون". تلك هى الحياة كما رآها ساحر الشرق وأسطورته، كان يدرك أن الحياة أكثر بساطة ورحابة، وأن الاستسلام للحزن يقتل الروح.. وكثيرا ما كان يتساءل، «ما قيمة التقدم بالعمر إذا لم يبن فى عقولنا تواضعًا ومحبة وعطاء". عمر الشريف صاحب التراث الإنسانى فى السينما العربية والمصرية والعالمية ولا تزال شخوصه باقية في وجداننا وتراثنا.. وهي الشخوص التى شكلت جزءا من وجداننا ولها رصيد كبير من المصداقية والحب ومنها رجب فى «صراع فى المينا»، وأحمد، صاحب أشهر كلمة بطاطس فى السينما بفيلم «صراع فى الوادى»، وعادل فى «سيدة القصر»، ومحسب فى «صراع فى النيل»، وحسنين فى «بداية ونهاية»، وعصام فى «غرام الأسياد»، وحسين فى «إشاعة حب»، ومحمد جاد الكريم فى «الأراجوز»، وأيوب بفيلمه «أيوب»، وإبراهيم فى «السيد إبراهيم وزهور القرآن" وغيرها من الإبداعات.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;