عرضت اليوم الدكتورة ياسمين فراج، الناقدة الموسيقية، وأستاذ النقد الفنى بأكاديمية الفنون والفائزة بالجائزة الشرفية، فى مسابقة الجائزة الدولية لعلوم الموسيقى التى تحمل اسم "محمود قطاط" من تونس، أحدث أبحاثها بعنوان "توظيف الصوت البشرى فى الموسيقى الآلية لدراما الشاشات" ضمن فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الدولى الثانى بكلية التربية الموسيقية تحت رعاية القائم بعمل رئيس جامعة حلوان ماجد نجم وعميد كلية التربية الموسيقية عاطف عبد الحميد، حيث عرض البحث ضمن أبحاث المحور الثانى الذى يحمل عنوان "الموسيقى فى رحاب عصر الصورة والعولمة"، بحضور عدد كبير من دارسى وباحثى علوم الموسيقى من مصر والأردن ولبنان والعراق والكويت وأمريكا والمجر وفانزويلا.
البحث يتناول توظيف الصوت البشرى فى المؤلفات الموسيقية الآلية المصاحبة لدراما الشاشات، والعلاقات السيميولوجية التى تنتجها فونيمات هذه الأصوات داخل هذه المؤلفات الموسيقية التى تصاحب تتر أو مشهد المسلسل التليفزيونى أو الفيلم السنيمائى الروائى، وهو بذلك يعد دراسة بينية بين علم الأصوات واللغة العربية والموسيقى، وقد تضمنت الرسالة منهج تطبيقى وضعت خطواته د. ياسمين فراج استنادًا إلى نظرية النقد القصدى وذلك على عينة بحث تضمنت سبعة نماذج هى: موسيقى فيلم أفريكانو تأليف خالد حماد، موسيقى تتر مسلسل رجل فى زمن العولمة للمؤلف راجح داود، موسيقى فيلم ملاكى إسكندرية تأليف ياسر عبد الرحمن، موسيقى فيلم ألوان السما السبعة تأليف تامر كروان، موسيقى تتر مسلسل رجل من هذا الزمان تأليف رعد خلف، موسيقى فيلم الفيل الأزرق تأليف هشام نزيه، موسيقى مسلسل ونوس تأليف أمين بو حافة، وقد استعرضت د. ياسمين فراج طريقة نقد وتحليل نموذج واحد فقط أثناء العرض وهو لفيلم ملاكى إسكندرية نظرًا لأن وقت العرض محدد.
وأبرز نتائج هذا البحث كانت كالتالي: هناك نوعان من الأصوات البشرية من المنظور المادى: الأول هو غناء الصوت البشرى الحيّ. والثانى الصوت البشرى الصناعى الذى تنتجه أجهزة تكنولوجية مثل الكمبيوتر أو غيره وهناك نوعين من الأصوات البشرية ظهرًا فى عينة الدراسة من منظور النوع البشرى: الأول هو الصوت النسائى سواءً منفردًا أو جماعيًا. الثانى هو الصوت الرجالى منفردًا أو جماعيًا. ولم نستدل على أى توظيف لأصوات الأطفال والصوت بوصفه فونيم والذى تكون منه المقاطع الغنائية فى عينة الدراسة نجد أن الفونيمات الساكنة قد سيطرت على الكلمات المكونة للمقاطع الغنائية.
هناك استجابات سمعية محددة تنتجها طبيعة الفونيمات الصوتية، وهناك استجابات سمعية أخرى يكتسبها الفونيم الصوتى من العناصر المحيطة به مثل الموتيفات الإيقاعية التى تحدد لحن الفونيم، المقام الذى يستخدم فى لحن الفونيمات، الآلات المصاحبة لأداء الفونيم الصوتي.
وانقسمت الاستجابات السمعية التى أنتجتها الفونيمات الصوتية إلى ثلاثة أنواع هى: المقطع الصوتى (ها)، والمقطع (آه)، الهمنج، المقاطع الغنائية بالكلمات وأن أغلب العلاقات الدالة فى عينة الدراسة بين ما هو مسموع من توظيف للصوت البشرى وما هو مرئى فى التتر أو المشهد كانت متطابقة بحالات مختلفة كالتالى: نوع الصوت البشرى كمعادل موضوعى لشخصية درامية فى المسلسل أو الفيلم وعلاقات دالة متعارضة كلياً أو جزئياً وعلاقة محايدة كتلك التى ظهرت فى المؤلفة الموسيقية المصاحبة لتتر مسلسل (رجل فى زمن العولمة) حيث لم تتولد أى علاقة بين الجزء الموسيقى المتضمن للمقطع الغنائى والمشاهد البصرية التى تضمنها مشاهد التتر.
جدير بالذكر أن ياسمين فراج هى أول من تناولت تترات المسلسلات بالنقد والتحليل المكتوب ومن بعدها الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام من خلال جريدة القاهرة ومجلة المحيط الثقافى التابعان لوزارة الثقافة وبعض الجرائد المصرية والدوريات العربية الأخرى منذُ عام 2003 .