علا الشافعى تكتب: هل تغفرون لفضل شاكر؟

مع التطور التكنولوجي المرعب الذي بات يحاصرنا، صارت حياة معظمنا مشاع، هناك من يتطوع ليكتب تفاصيل يومه ويبوح بمشاعره، ما بالك بالفنانين والذين صارت حياتهم بتفاصيلها متاحة على وسائل التواصل الاجتماعي بل أن بعضهم أصبحوا يتنافسون على من تسجل صفحته رقما أو من يصبح الأكثر متابعة وهناك من يكتفون بنشر أخبارهم من خلال صفحاتهم، بل أن بعض المهرجانات قررت أن تمنح جائزة لأكثر فنان يتفاعل على "السوشيال ميديا" آخرها الجائزة التى حصلت عليها الفنانة اللبنانية إليسا من مهرجان الموسيقى العربية في لبنان، وأعلنت جوائزه مؤخرا.. وبالطبع هناك من يرتكب أخطاء وتحاكمهم "السوشيال ميديا" وهو الأمر الذي صار مؤثرا في الكثير من القرارات التى تتخذها الدول فما بالك بالفنان. الفنان فضل شاكر واحد من هؤلاء النجوم الذين ارتكبوا أخطاء ولا تزال "السوشيال ميديا" تنصب له المحاكم _ بحسب رؤية عدد من الأطراف اللبنانية_ وهناك الكثير من المشاهد تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، فضل يحمل السلاح، فضل يتهم بالقتل، فضل يحاكم عسكريا، فضل يتهم أطرافا أخرى بفبركة هذا الفيديو، محامية فضل شاكر في الكثير من التصريحات الإعلامية تؤكد براءة موكلها وأنه أبدا لم يرفع السلاح في وجه جندي لبنانى. فضل هو واحد من أجمل الأصوات على الساحة العربية، وأكثرها حساسية ورهافة، فضل عندما يغنى القديم أو الجديد كأن روح العالم كلها تغنى وتتغنى معه، فضل هو الصوت الذكورى الواضح الملامح، والوحيد الذي عندما يغنى أغنيات كتبت لامرأة تتماهى معه، ولا تشعر أن هناك خطأ ما فهو يغنى أغنيات وردة وميادة وأم كلثوم وغيرهم_ مثلا عندما تسمعه وهو يغنى "مالى طب وأنا مالى بالأحزان وأنا مالى"، أو اسأل روحك اسأل قلبك، خليك هنا خليك بلاش تفارق". مؤخرا خرج المطرب والملحن اللبناني مروان خوري بتصريحات مع عمرو أديب قائلا: زعلان على فضل شاكر وصوته وحشنى" وهناك بعض الفنانين أيضا خرجوا بنفس التصريحات ويتمنون عودته للغناء، خصوصا أن صوته ترك فراغا كبيرا.. قبل هذا التطور كان من السهل أن نغفر للفنانين خطاياهم وأخطاءهم لأنه فى النهاية لا يتبقى سوى إبداعهم. وعن نفسي وبعيدا عن محاكمات "السوشيال ميديا "دائما ما أحن لصوت فضل شاكر وأبحث عنه، كما أنه موهبة أصيلة تملك بصمتها الخاصة والمميزة، وطالما منحتنا الكثير من المتعة وإذا كان هناك فريق من زملائه يرغبون في عودته والكثير من محبيه وجمهوره فهل تغفرون له؟ اتركوه يعود ويغنى فقد يكون هناك حكم عام أصعب من إقصائه.