يبدو أن موسم شم النسيم هذا العام هو الموسم الأكثر بهتانا، إن جاز التعبير فهو موسم منزوع النجوم والأفكار والإيرادات وهو ما صنع حالة من الخصام بين الجمهور والأفلام المعروضة، اللهم إلا بعض التجارب التى استطاعت أن تصمد في شباك التذاكر وتحقق إيرادات جيدة، وغير متوقعة بالنسبة لنجوم هذه الأعمال، حيث تنافست 10 أفلام سينمائية تم طرحها في دور العرض مع آواخر مارس وحتى حلول الربيع وكان فيلم بنك الحظ هو الأوفر حظا ضمن هذه القائمة في حين أن هناك أفلاما لم يشعر بها أحد إطلاقا.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل العيب في الجمهور؟ أم الأفلام التى تم طرحها؟ وهل خذلان الجمهور لأسماء بعينها في شباك التذاكر يعنى أن هؤلاء النجوم أو الفنانين لا يجب أن يجازفوا بتقديم تجارب فنية جديدة تحمل أسماءهم ووجب عليهم الاكتفاء بالظهور المشرف في أعمال "السوير ستارز" أو المنطقة التى يضعهم فيها المخرجون والمنتجون؟.
فى السينما المنتج يرفع شعار أن الجمهور دائما على حق فهو صاحب الأمر والنهي في الصناعة، يقبل على تركيبة معينة فيزيد له المنتج وبمجرد أن يدير وجهه.. ويعلن تململه من نجم بعينه أو تركيبة فنية صاغ السوق مفرداتها، يسارع المنتج بتغييرها والبحث عن مناطق جذب جديدة وهو ما لا يدركه الكثير من النجوم أو الفنانين الذين يصنعون خطواتهم الاولى ولكن الشىء الأكيد أنه من حق الفنان أن يجرب ومن حق الجمهور أن يقبل على تجربته أو ينصرف عنها، تلك هي قوانين اللعبة السينمائية خصوصا في ظل غياب تام للوعي السينمائي القادر على دعم التجارب المغايرة.. إلا أن الأساس في العملية السينمائية يظل دائما وأبدا هو المتعة بغض النظر عن طبيعة التجربة السينمائية أو العمل الفنى الذي يقوم ببطولته نجم كبير أو عدد من الوجوه الشابة.
المتعة السينمائية والفنية هي الأهم وهو ما يبحث عنه الجمهور لذلك لا يجب على كل فنان قدم تجربة سينمائية وعرض فيلمه في السينمات وتم رفعه بعدها بيوم أو يومين أو أسبوع مثلا أن يلقى باللوم على المنتج غير الفاهم أو الجمهور غير الواعي أو حملة الدعاية القليلة والتى لم تروج للفيلم كما ينبغي، لأن الجمهور ببساطة يدخل دار العرض ليستمتع بما يشاهده على الشاشة يبحث عن حياة بديلة في الفيلم المعروض أمامه عن "هيرو" عن فتاة جميلة يقع في غرامها، عن مدينة فاضلة عن مشاعر نفتقدها، عن عوالم أخرى تملأنا بروح المغامرة.
وطبعا هناك العديد من التجارب السينمائية المميزة والتى لم تصمد في دار العرض كثيرا وعرف الجمهور قيمتها بعد أن عرضت في الفضائيات، ولكنها تظل تجارب فنية تشكل علامات في تاريخ السينما المصرية ولكن أن يتم تقديم عمل يقف على السلم ليس فنيا ولا يحمل أي قدر من المتعة بالمنطق التجاري في وقتها مش من حق حد يسأل هو الجمهور فين؟.