تزخر المكتبة المصرية عبر تاريخها، بالكثير من الأعمال الأدبية، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على السينما والدراما في كثير من الأحيان، إلا أن هذا الأمر تراجع بشكل ملحوظ، خلال الـ10 سنوات الأخيرة، وأصبحت الرواية في السينما والدراما، ضيفا خفيفا، رغم احتياجنا للمعالجات الدرامية في السينما والدراما.
خلال السنوات القليلة الماضية، لاقت أعمال "ذات" و"سجن النسا" و"أفراح القبة" نجاحات كبيرة، الأمر الذى جعل هذا الجيل من المؤلفين "يلقبون" في تراثنا الأدبى، لمحاولة تقديمه على الشاشة.
في هذا السياق، قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، هناك تجاهل للأدب المصرى على مدى أكثر من 10 سنوات، للسينما والدراما، هناك بعض النماذج مثل "هيبتا" و"الفيل الأزرق"، ولكنى أعتقد أن السنتين الماضيين، وخصوصًا مع تحويل واحة الغروب لمسلسل، هناك حالة من تصحيح هذا المسار، لأن بهاء طاهر من الأدباء الكبار، وأعماله لها طبيعة خاصة، وكنت أتمنى بعد خالتى صفية والدير أن كون هناك إعادة نظر في أعماله كلها، ولكن لم يحدث للأسف، وهناك أيضًا أجيال من المؤلفين كتبوا أشياء رائعة، وهنا دور الدراما، التى تقوم بتوصيل الدراما للمشاهدين الذين لا يقرأوا الروايات.
وأضافت موريس: مايميز أدب بهاء طاهر، أنه يقدم عمله في مجتمعات، لا تمثل المدن أو المجتمعات التى نعرفها، فيقدم مجتمعات مصرية، موجودة، ولكننا لم نعيشها، فمثلا خالتى صفية والدير، كانت تدور أحداثه في الصعيد، ولكن تحديدا في فئة اجتماعية لها تقاليد، وعادات إلى حد كبير مختلفة عن الأغلبية، وهو نفس الأمر الذى يتكرر في واحة الغروب، فتدور في زمن تارخي، يتعرض لقضية تعامل ممثلى السلطة مع المجتمعات المغلقة، مرورًا بمسألة الزوجة الأجنبية العاشقة للآثار الغريبة.
من جانبه قال الناقد رامى عبد الرازق، رغم أن مسلسل "خالتى صفية والدير"كان في الصعيد، إلا أن أجواءه كانت مختلفة، فالعمل تجاوز فكرة الدراما الصعيدية بشكلها المعروف، لا سيما مع سيناريو وحوار يسرا السيوى، وكان به مزج الدراما بالحكى الشعبى عن طريق الغناء، بكلمات عبد الرحمن الأبنودى وألحان ياسر عبد الرحمن.
وأضاف عبد الرازق، أعتقد أننا سنرى في مسلسل واحة الغروب بصمة بهاء طاهر، وهي أن الشخصيات قد تبدو تقليدية في ظاهرها، ولكن القصة نفسها، وطريقة التناول، والسياقات الدرامية، تكون غير تقليدية، لأن طاهر يمتلك روح مغايرة بطريقة مختلفة، وهو جزء من تميزه، رغم قلة أعماله الأدبية، فربما لا يتملك قدرا كبيرا من الأعمال الأدبية، ولكنه لا يقل عن أكبر الروائيين، وهنا سؤال واضح، لماذا لم تحول أعمال بهاء طاهر منذ مسلسل خالتى صفية والدير، إلى الدرما.
وأشار عبد الرازق، أن أعمال بهاء طاهر الروائية، تمتلك العناصر المتكاملة مثل الشخصيات والصراعات والأزمة والبداية ثم النهاية، وهو ما يجعل أعماله لديها القابلية للمعالجة الدرامية.