تشهد غدا تونس حفلا لفرقة "تيناريوين" العالمية بمهرجان الحمامات الدولى، والتى نفذت تذاكر حفلها اليوم لما تتمتع به من شعبية كبيرة فى تونس وسيكون الحفل بمسرح الهواء الطلق بمدينة الحمامات.
فرقة تيناريوين هى فرقة موسيقية تعتبر من أوائل المجموعات التى طورت البلوز الأفريقى مستعملة آلات عصرية، منذ عام 2001 م وصدرت لهم العديد من الألبومات وبرزوا عالميا خصوصا بعد ظهورهم فى مهرجان الصحراء فى أزواد تين إيسكاو عام 2001 وقد فاز ألبوم الفرقة تاسيلى بجائزة غرامى 2011 م كأفضل ألبوم فى العالم.
وتتكون أعضاء هذه الفرقة من إبراهيم الحبيب، وعبد الله الحوسينين، والحسن التهامى وهم (عازفون ومغنون)، وقد انضم لهم فيما بعد جيل جديد من الشباب فى التسعينيات، يضم كل من أيادو أغ ليشو (عازف)، وإيلاجا أغ حامد (عازف)، وسعيد أغ إياد "عازف إيقاع".
ولمن لا يعرف هذه الفرقة فهى من الفرق التى لها قصص وحكايات تشبه الأساطير فالعضو المؤسس للفرقة إبراهيم أغ الحبيب كبر وشب فى مأساة فى مالى، عندما شهد وفاة أبيه وهو فى الرابعة من عمره، لاحقا بعد مشاهدته فيلم غربى، صنع إبراهيم غيتارته الأولى من أسلاك معدنية لدراجة، وقضيب، وعلبة صفيح.
وتأسست الفرقة فى ثمانينيات القرن الماضى فى معسكرات الطوارق فى ليبيا، عندما نزح آلاف من الطوارق من شمال مالى إبان ثورة كيدال هروبا بحياتهم وبحثا عن عمل وحياة جديدة بعيدا عن بطش الحكومة المالية. كانت خيبة الأمل من وعود القذافى، فأصبح الطوارق ثائرين وتواقين للعودة إلى الوطن.
لكن التفاعل مع حياة المدينة أثمر نتائج غير متوقعة، حيث إن استماع أعضاء الفرقة للموسيقى الغربية خصوصا الأغانى بقيتارة جيمى هندريكس، والبلوز الأمريكى الذى مزجته تيناريوين بألحانها الحزينة العاطفية.
وكان أعضاء الفرقة يؤدون أغانيهم فى المعسكر، عندما اندلعت الثورة مجددا فى شمال مالى، غادروا ليبيا، وعلقوا قيتاراتهم، وحملوا أسلحتهم للقتال من أجل استقلال الطوارق. عادت الفرقة إلى الموسيقى وأداء الأغانى المشبعة بالجمال والألم، والشعر ذو الوحشة. موسيقاهم كانت رائجة فى أنحاء المنطقة، ما أكسبهم متابعين مخلصين. ثم فى أواخر التسعينيات اكتشفهم موسيقيون غربيون، وللمرة الأولى أغانيهم غادرت الصحراء، وقدمت للعالم فى السنوات العشر التالية، جابوا العالم، صادحين بأغانيهم تقريبا فى كل مهرجان بارز يقام حول العالم.
يشارك فى مهرجان الحمامات الدولى بتونس الكينج محمد منير والمطرب حمزة نمرة فى حفلات قادمة وشعار الدورة "53 "هو "الحمامات كيما تحبها" ومن ضمت العروض والحفلات والمسرحيات بالمهرجان العرض المسرحى الغنائى الاستعراضى اللبنانى "بار فاروق" للمخرج هشام جابر، وفريق عمله المؤلف من موسيقيين وممثلين وممثّلات، يقدّمون قصصاً من الملهى الليلى "مسرح فاروق"، الذى اشتهر فى "ساحة البرج" فى وسط بيروت، بين الأربعينيات والسبعينيات ومن المشاركين ياسمينا فايد وزياد الأحمدية وبهاء ضو وأحمد الخطيب وبشّار فرّان وزياد جعفر وسماح أبى المنى ووسام دلاتى ورندا مخول ولينا سحّاب وشانتال بيطار وزياد عيتانى وبشارة عطا لله.