يشارك الفيلم المغربى "نور فى الظلام"، للمخرجة المغربية خولة أسباب بن عمر، فى المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، وهو الفيلم الذى سبق وحصل على عدة جوائز قبل مشاركته بمهرجاننا المصرى.
وأوضحت المخرجة خولة أسباب بن عمر، فى حوارها لـ"انفراد"، إن فيلم "نور فى الظلام"، أول تجربة سينمائية درامية حقيقية لها، بعد فترة عمل طويلة بالتليفزيون المغربى، إذ تعمل مخرجة لعدد من البرامج والسهرات التليفزيونية على التليفزيون الرسمى للمملكة، منذ عام 2005، مضيفة أنها كانت متخوفة من التجربة الأولى فيما يتعلق بالأفلام الروائية الطويلة، لأنها كانت ترغب فى التواجد، بشكل قوى، وبفيلم يحمل معنى، حتى جاء زوجها المخرج والكاتب السينمائى رؤوف الصباحى، وعرض عليها السيناريو ، وقال لها نصا :"لو لم تقدميه، لن أعطيه لمخرج آخر، وبالفعل جلست مع زوجها، وأعادا كتابة نسخة الفيلم الأخيرة معا على حد قولها.
وفيما يتعلق بمشاركتها بمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط ، قالت خولة: الكاتبة لمى طيارة بالإدارة الفنية للمهرجان، لها علاقات متعددة بالمغرب، وكانت على تواصل مع أحد المخرجين الكبار فى الرباط، وتريد فيلما مغربيا للمشاركة بالمهرجان، فرشحنى، وبالفعل تم التواصل معى.
وعن القضية التى يتناولها الفيلم، أشارت المخرجة المغربية، إلى أن الفيلم مغربى اللهجة فقط، لكن القضية التى يطرحها يجوز تقديمها فى مختلف البلدان العربية، وتتماشى مع قضايا الشعوب العربية، لأنها فى النهاية قضية إنسانية عن شاب كفيف يحلم بأن يصبح مذيع نشرة الأخبار، ويقع فى غرام طالبة تدرس السينما، ومن هنا تتصاعد الأحداث بين عالمين متناقضين.
وبسؤالها عن كيفية ترشيح أبطال الفيلم، قالت المخرجة المغربية، إنها مثلما حلمت بتقديم أولى تجاربها فى السينما كمخرجة، أرادت أن تقدم من خلال الفيلم بطلين جديدين، هما أميمة الشباك وحسين أغبالو من شباب دارسى السينما، وأول مرة يقفان أمام الكاميرا، واستعانت بفنانين كبيرين بالمغرب صاحبى خبرة واسعة ليقفا بجانبهما هما لطيفة أحرار وصلاح بن صالح.
وعن مدى قرب القصة التى يقدمها الفيلم من الواقع، وهل هى بالفعل عن تجربة حياتية أم لا، قالت خولة بن عمر: الفيلم بالفعل يعبر عن تجارب حياتية أمامنا تتشابه ولا تتطابق، فمثلا والد زوجى وهو مؤلف الفيلم، كفيف ورغم ذلك فكان من أهم الصحفيين بالمغرب، فمن الممكن أن يكون هناك إعاقة لدى إنسان، تحرمه من ممارسة حياته الطبيعية، بأن يحب ويحلم ويحقق أهدافه، وأنا أتناول الحياة من خلال الفيلم بما فيها من أبيض وأسود فمثلا بطل الفيلم معاق فهو كفيف، ولونه أسود وفقير، على النقيض فالبطلة بيضاء وجميلة وغنية، فهنا أقدم مدى التناقض فى الحياة، حتى الصورة التى قدمتها بالفيلم، فحرصت على أن تكون أبيض وأسود حتى يعيش المشاهد مع بطل الفيلم الذى يعيش فى الظلام، وكنت منذ فترة أرغب فى تقديم عالم المكفوفين فى عمل فنى.
وبشأن موعد عرض الفيلم للجمهور، وعما إذا كان شارك فى مهرجانات سينمائية من قبل، صرحت المخرجة المغربية خولة بن عمر، أن الفيلم سيعرض للجمهور المغربى خلال الأشهر القليلة المقبلة، لافتة إلى أن العمل شارك من قبل بعدة مهرجانات بالمغرب، و"دوربن" بجنوب أفريقيا، وحصل على جائزة أفضل أول عمل، بصفتها تقدم أولى تجاربها الإخراجية.
وحول مدى متابعتها للسينما المصرية، قالت المخرجة المغربية، إنها متابعة بشكل جيد، وآخر فيلم مصرى شاهدته هو فيلم "مولانا"، للفنان عمرو سعد، والمخرج مجدى أحمد على، وأعربت عن حزنها لقلة تواجد الفيلم المصرى الآن فى السينمات المغربية، مشددة على ضرورة وأهمية التبادل بين الدول العربية فى عالم السينما.