عاش فى قصور فاخرة وأيضا فى غرفة صغيرة على السطوح يشاركه فيها الدجاج.. ورث رأس مال ضخم وأضاعه ثم استرده وفقده.. قامر وربح وخسر، انتصر وانهزم.. عاش فى الظلام وفى بهرة الأضواء، لكنه لم يسلم سلاحه ويغتر بالثراء أو يجزع من الإفلاس.. هكذا وصف عميد المسرح العربى ومبعوث العناية الإلهية لإنقاذ الفن يوسف وهبى نفسه فى كتابه "عشت ألف عام".
حياة يوسف وهبى اختلفت عن حياة أغلب الفنانين.. كانت حياة غير تقليدية.. شديدة الصخب والثراء والتمرد، منذ أن كان طفلاً، مرورًا بذهابه إلى إيطاليا، ورحلته مع الأجنبيات، حتى عودته إلى القاهرة وفنها وأضوائها، ففى مذكراته يقول: "لا أدعى أنى كنت قديسا أو راهبا فى محراب، أو متصوفا، أو معصوما من الخطأ والشهوات، كنت أستجيب أحيانا للإغراء والجمال، لكنى لم أشرب الخمر ولم أتعاط المخدرات ولم أرتكب موبقات سوى حبى السابق للقمار الذى سلبنى عشرات الألوف".
يوسف وهبى عميد المسرح العربى، و"راسبوتين" وأيضًا "بيومى أفندى"، بدأ حياته الفنية فى العشرينيات بأعمال سينمائية ومسرحية وإذاعية، حتى صار النجم الأول فى الثلاثينيات والأربعينيات، بأفلام لاقت نجاحًا كبيرًا (ليلى بنت الريف، ابن الحداد، أولاد الفقراء، الطريق المستقيم، سفير جهنم) وغيرها.. ومع ذلك لم يجد أوفياء له، حيث يقول فى مذكراته: "النقاد كانوا يحاولون هدمى وتشويه جهدى، وإن كانت بعض الأقلام النظيفة أنصفتنى، لكن الوفاء نادر ومن أخلصوا لى يعدون على الأصابع".