في أول حوار له مع جريدة مصرية ..الفنان الفلسطينى الكبير كامل الباشا :حصولى على جائزة مهرجان فينسيا اعتراف عالمى بحرفية ومهنية الفنان العربى .. أتمنى تجسيد "غاندى" ..وقريبا لدى مشروع فنى بمصر

ليس من السهل أن يمنح مهرجان دولى جائزة التمثيل لممثل عربى ولكن حدثت المعجزة ونال الفنان الفلسطينى كامل الباشا جائزة أفضل ممثل بمهرجان فينسيا السينمائى الدولى عن دوره فى الفيلم المثير للجدل «قضية رقم 23» لكون أحداثه تدور عن شجار بين مسيحى لبنانى ولاجئ فلسطينى. وخلال وجوده بتونس فى مهرجان أيام قرطاج السينمائية ومشاركة فيلمه فى المسابقة الرسمية أجرت «انفراد» معه هذا الحوار الأول له مع جريدة مصرية يتحدث خلاله عن فيلمه وعن فلسطين ويكشف عن الشخصية العالمية، التى يرغب فى تجسيدها فنيا. أولا ماذا عن مشاركتك فى مهرجان أيام قرطاج السينمائية ورد فعل الفيلم عند عرضه بالمهرجان مع الجمهور التونسى؟ الجمهور التونسى جمهور عاشق للسينما، وكان رد الفعل إيجابيا جدا ولم أتوقعه فقد امتلأت القاعة بالجماهير وكان خارجها عدد أكبر من الذين بداخلها، وهذا دليل على تشوق الجمهور للسينما ومدى حبه لها وبعد الفيلم تلقيت ردود أفعال إيجابية كثيرة من الجمهور والنقاد. وكيف استقبلت فلسطين حصولك على الجائزة؟ كانت هناك فرحة عارمة فى فلسطين وسببها ببساطة شديدة أن الإنسان العربى منتكس منكوب فى مناحى حياته كلها ويبحث عن الفرح والبهجة فى أى حدث حتى ولو كان بسيطا فما بالك بجائزة عالمية؟ كيف اختارك المخرج زياد الدويرى لدور «ياسرالفلسطينى»؟ ما عرفته أن المخرج كان لديه تصميم على ممثل من القدس لهذا الدور وأجرى عدة اختبارات لممثلين وعرفنى من خلال مخرجين أصدقاء له وطلبنى للاختبار، وهذا ما تم عبر سكايب وبمجرد تمثيل الصفحتين اللتين أرسلهما لى قرر أن أكون «ياسر»، مشددًا على أن أكون نفسى وهكذا بدأت البحث فى حياة اللاجئين فى مخيمات لبنان من خلال الأفلام وزرتها عندما جئت إلى بيروت لتصوير الفيلم. وما الصعوبة التى واجهتك عند تصوير الفيلم؟ الصعوبة الأساسية التى واجهتنى كانت فى الحس المسرحى المقيم بداخلى لأنى من الأساس ممثل مسرحى درست المسرح فى بغداد من سنة 1979 إلى سنة 1983 وبعدها أمضيت سنوات فى السجن ثم بدأت المسرح كممثل وقدمت 18 نصًا للأطفال والبالغين وأخرجت 28 مسرحية ومثلت فى 31 ولكن كان دائما المخرج ينبهنى قائلا: كامل نحن لسنا فى المسرح. هل عايشت شخصية الفلسطينى المضطهد فى الواقع كما هى فى الفيلم؟ أنا بالفعل كنت أعيش كما الفلسطينى فى لبنان على المستوى الإنسانى فأنا أنتمى لقرية المالحة، وهى من ضواحى القدس والتى احتلها الصهاينة وحولوها إلى مستوطنة فأنا لاجئ فى القدس ولا أستطيع زيارة قريتى والإحساس بالبعد عن موطنى الأول أعيشه، كما يعيشه والدى وجدى وهذه نقطة مشتركة مع الفلسطينى فى لبنان وفى موطنى أعانى من سياسة تمييز عنصرى، ويعانى منها اللاجئ فى لبنان بشكل أو بآخر نظرًا للممنوعات التى تحاصره وتحت شعار العودة ومنع التوطين. هل قمت بإجراء معايشة مع فلسطينيين فى مخيمات فى الوقت الحالى لزيادة الاندماج فى الدور؟ بالفعل قمت بذلك فى مخيم مارى ألياس بين اللاجئين قبل فترة التصوير وخلالها وهذا ساعدنى كثيرًا على تأدية الشخصية بصورة جيدة ومارى ألياس هو المخيم الأصغر للاجئين فى لبنان، وقد تأسس عام 1952 بهدف إيواء اللاجئين الفلسطينيين من الجليل فى شمال فلسطين. هل لاختيار اسم «ياسر» للشخصية التى جسدتها أى علاقة بالراحل ياسر عرفات؟ من المؤكد أن الاسم له دلالة لأن ياسر عرفات رمز من رموز فلسطين واختياره من المخرج وكاتب السيناريو كان مقصودا. · هل تعتبر حصولك على الجائزة تتويجا لمشوارك الفنى كممثل؟ لا أعتبره كذلك لأننى حصلت على الجائزة عن دورى ولجنة التحكيم التى منحتنى الجائزة لا تعرف مشوارى ولا تاريخى من قبل، ولكنها جائزة كبيرة أعتز بها، أما التقدير فإنى أحصل عليه طوال الوقت فى الوسط المسرحى وبين جمهور المسرح، ولله الحمد، فقد كرمتنى الجزائر عام 2010 على مجمل إنتاجاتى فى المسرح الفلسطينى، وكنت محاضرًا وعضو لجنة تحكيم فى أكثر من مهرجان مسرحى، أما ما أضافته الجائزة فهو الشهرة، التى عرفتك بى وجعلتك تسعى لمقابلتى إلى جانب العديد من وسائل الإعلام، بالإضافة لكون الجائزة اعترافا عالميا بحرفية ومهنية الفنان العربى عموما والفلسطينى على وجه الخصوص، فما أنا إلا انعكاس لبيئتى الفنية التى أعمل معها وفيها منذ ثلاثين عامًا. لماذا اتهم الفيلم بالتطبيع وحاول البعض منع عرضه بتونس؟ الفيلم ليس له علاقة بهذا مطلقا، ولكن التحقيق مع زياد دويرى واتهامه بالتطبيع مرتبط بفيلم آخر وهو فيلم «الصدمة»، الذى قدمه عام 2012 والجمهور التونسى استقبل الفيلم بحفاوة وقلة كانت معترضة على عرضه ولكنه عرض لأن مساحة الحرية فى تونس كبيرة جدا.

لماذا لم تحضر عرض الفيلم بمهرجان الجونة السينمائى بمصر؟ لم أتمكن من الحضور بسبب ارتباطى بعمل مسرحى ولكنى كنت أتمنى الحضور بالتأكيد. ألا ترى أن الفيلم ترك قضية الصراع العربى الإسرائيلى وركز على صراع عربى عربى ولذلك هاجمه البعض؟ قبل تقديم الفيلم كنا نتوقع هذا الهجوم، فالفيلم تتم مهاجمته من أطراف فلسطينية ولبنانية معا، فالأطراف الفلسطينية هاجمته بحجة أنه يحاول الدفاع عن اليمين اللبنانى والمسيحى والأطراف اللبنانية هاجمته بحجة أنه يفتح جرًحا لا يمكن التئامه، ولكن الجمهور الواعى يدرك أن الفيلم يتحدث عن صراع إنسانى يعيشه الفلسطينى واللبنانى داخل لبنان، وهذا الصراع لابد من الحديث عنه وفتح تلك الجروح وإعادة تطييبها. ما الشخصية التى تحلم بتجسيدها سواء فى السينما أو فى المسرح؟ أتمنى تجسيد شخصية «المهاتما غاندى» الزعيم السياسى والأب الروحى للهند والكثيرين يرونه شبيها لى. لماذا لا نجد لك وجودا فى الدراما التليفزيونية المصرية أو العربية بشكل عام؟ فى المسرح مكانى معروف وأحظى باحترام وتقدير كل من شاهدنى أو عمل معى مع بعض الاستثناءات بطبيعة الحال أما فى الدراما التليفزيونية والسينمائية فأنا فى أول الطريق، ولكن بعد الجائزة تلقيت عروضا كثيرة فى السينما والدراما، ولدى مشاريع فى مصر حينما تكتمل سأعلن عنها. هل ترى أن للمسرح دورا فى توحيد الرؤى العربية تجاه القضية الفلسطينية؟ سيكون للمسرح دور كبير فى هذا المجال حينما يتمكن المسرحيون من ممارسة دورهم ويتوجب علينا أن نعطيهم المنصة المناسبة الملائمة، وأن نزودهم بالإمكانات الضرورية لتنفيذ ذلك الدور. هل أنصف الفن العربى القضية الفلسطينية؟ الفن العربى أسهم فى تحويل القضية الفلسطينية إلى أسطورة وحول الفلسطينى إلى بطل تراجيدى، وهذا تزييف للواقع فنحن ضحايا وضعفاء ومنكوبون وأتمنى لمن يقدم القضية الفلسطينية أن يدرس واقعنا بعمق قبل تناوله. هل ترى أن المسرح الفلسطينى مهمل؟ المسرح الفلسطينى فقير فى إمكاناته غنى بإنجازاته على مستوى الوطن والعالم. هل قدمت عملا مسرحيا لك من قبل فى القاهرة؟ بالتأكيد فقد قدمت أكثر مسرحية نالت شهرة على المستوى العربى والعالمى وهى مسرحية «قصص تحت الاحتلال» فى مصر وحصلت على الجائزة الأولى فى مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى عام 2002 وقدمت مسرحية مهمة كتبها الكاتب المصرى الكبير الراحل ألفريد فرج وهى مسرحية «سيرة الزير سالم». ما خُطوات ومشروعات كامل الباشا المقبلة؟ حاليًا أعمل على إخراج مسرحية جديدة وأقوم بدراسة العديد من السيناريوهات السينمائية، التى عرضت على بعد فوزى بالجائزة سأرافق الفيلم فى بعض المهرجانات، ولدى جولة مسرحية فى فرنسا وسويسرا بداية من العام المقبل.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;