العباس السكرى يكتب: النيل والحياة والموت.. 3 مقدسات فى حكاية أسمهان

32 عاما هى عمر الأميرة آمال الأطرش "أسمهان"، إذ جاءت إلى الدنيا يوم 25 نوفمبر 1912، ورحلت عنها يوم 14 يوليو 1944، وشاء القدر للأميرة أن تأتى للدنيا على متن باخرة فى النيل كانت تقل عائلتها من تركيا إلى سوريا، وترحل غارقة فى النهر بعد أن سقطت سيارتها فى "ترعة الساحل". وما بين عام 1912 و1944، عاشت أسمهان حياتها القصيرة، حبًا وفنًا وغناءً، كانت من سلالة العصافير تطير بحثا عن الحرية، عرفت الملوك والأمراء، وكونت صداقات مع كبار الصحفيين والفنانين، وحققت الشهرة والنجاح، وصار اسمها كبيرا فى عالم الفن، حتى أنها هزت مكانة كوكب الشرق أم كلثوم، ونافستها على ألحان رياض السنباطى ومحمد القصبجى وزكريا أحمد، وأشعار أحمد رامى وبيرم التونسى. بعيدا عن علاقات أسمهان السياسية فى تحرير سوريا من الاحتلال الفرنسى، فقد كانت المنافسة بينها وبين أم كلثوم على أشدها، "الأميرة" أحيانا تكسب بقوة صوتها وبهجته وروعته، وأحيانا تفوز "الست"، وبقيت المنافسة قائمة حتى رحيل أسمهان عن الدنيا، الأميرة كان يساندها شقيقها فريد الأطرش الذى صنع لها أعذب الألحان مثلا "يا بدع الورد يا جمال الورد"، والست كان يقف بجوارها امبراطورية من الشعراء والملحنين (القصبجى، زكريا أحمد، أبو العلا محمد، بيرم التونسى، أحمد رامى، رياض السنباطى). أسمهان تزوجت من الأمير حسن الأطرش، وعاشت معه فى جبل الدروز بسوريا فترة من العمر، لكن فى حياتها قصة حب أخرى وأخيرة بطلها الكاتب الصحفى محمد التابعى، الذى أحبها وأحبته، وكتب عنها كتابا حمل عنوان "مذكرات أسمهان" ربما هذه قصة الحب الوحيدة الحقيقية لصاحبة الصوت الملائكى، إذ كانت ترسل له الخطابات العاطفية فى مجلة "آخر ساعة" تحت اسم مبهم لا يعرفه سواه. كانت الأميرة نقطة ضعف شقيقها فريد الأطرش، حتى أنه عقب وفاتها اعتزل الفن (تمثيلا وغناء ولحنا)، ثم عاد من جديد، لكن عودته كانت تحمل كثيرا من الحزن والدموع سواء فى نغماته التى يعزفها أو فى صوته حزنا على الأميرة التى قال عنها :"لو كانت عايشة كنت اتحديت بها الدنيا كلها"، رحلت أسمهان ولازال صوتها يصدح بالحب "امتى حتعرف امتى أنى بحبك أنت" والتفاؤل والجمال :"يا بدع الورد يا جمال الورد، من سحر الوصف قالوه ع الخد.. الورد الورد يا جماله".