التفاصيل الكاملة للدورة الـ19 من أيام قرطاج المسرحية قبل انطلاقها

أيام قليلة وتنطلق الدورة الـ19 من مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" يوم 8 ديسمبر، وتستمر الفعاليات حتى 16 من نفس الشهر، وهو المهرجان العربى الأفريقى الذى يجمع بين طياته أشكال المسرح الكلاسيكية والانفتاح على أوجه المسرح المعاصر، والمهرجان ليس موعدا للمسرح فقط وإنّما هو ملتقى مسرحى يجمع ثقافات وخبرات مختلفة تنفتح على جمهور شغوف وحريص على الفرجة الراقية. وتتميز هذه الدورة من أيام قرطاج المسرحية بطابع استثنائى ومتفرّد بما أنّها تشهد عودة الحسّ التنافسى من خلال العودة إلى المسابقة وتحفيز الفنّانين المسرحيين إلى تقديم الأفضل، وتقدّم أيام قرطاج المسرحية أفضل الأعمال المسرحية والفرجوية لهذا العام وما يزيد عن التسعين عرضا مسرحيا وفرجويا سيشاهدها الجمهور فى بانوراما عربية وأفريقية وعروض تونسية متنوعة وانفتاح على المسرح العالمى ومسرح الراقص والتجارب الحديثة. المهرجان يحتوى على 105 عروض مسرحية، من بينها 56 مسرحية تونسية و5 مسرحيات أفريقية و14 مسرحية عربية و8 مسرحيات عالمية، وهناك 11 مسرحية ستعرض فى المسابقة الرسمية من بين 10 بلدان عربية وأفريقية، منها المسرحية المصرية "التجربة" للمخرج أحمد عزت الألفى والتى عرضت من قبل فى ختام مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى وهى مسرحية مستوحاه من القصة الحقيقية لـ"كاسبر هاوزر" سينوغرافيا محمد المأمونى، وتمثيل محمد الهجرسى وإسلام عوض وخلود عيسى وفاطمة أحمد ومحمد أمين. العرض مستوحى من الشخصية الألمانية الشهيرة "كاسبر هاوزر" والذى عاش فى قبو صغير منعزلاً عن الآخرين حتى كبر دون أن يتعلم بشكل صحيح أبسط الأفعال الإنسانية، كالكلام والمشى والتعرف والسمع، فعالِمٌ فى علم نمو الإنسان قام بعزل كاسبر عن العالم لإجراء بعض التجارب عليه، إلا أن هذا الأخير نجح فى الهرب من هذا العالِم، ودرس هو الآخر نفس الاختصاص، وقرر بدوره إجراء تجارب مماثلة ولكن على أربعة نماذج جديدة، ومن هنا يبدأ العرض : تجارب فى الوقوف، المشى، الحركة، التعرض للضوء، الكلام، سماع الموسيقى، إلى أن نصل إلى الإحساس وهو ما سيؤذى إلى انحدار مسار تجارب العالِم ليقرر التضحية بأحدهم لاستكمال تجاربه، إلا أن نتيجة ذلك تأتى بشكل عكسى فيتمرد الآخرون ليقر العالِم بفشل التجربة. وفى المسابقة الرسمية سنجد أيضا عرض فريدم هاوس للشاذلى العرفاوى من تونس، وهناك 9 عروض مسرحية ستقدم فى خارج العاصمة تونس فى الجهات، وعرضين فى شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، فالدورة الجديدة ستشهد عودة المسابقات الرسمية المتمثلة فى جائزة العمل المتكامل وقيمتها تبلغ (10 آلاف دولار)، وجائزة الإخراج بقيمة (8 آلاف دولار)، وجائزة النص بقيمة (6 آلاف دولار) وجائزة أحسن أداء مسرحى نسائى (40 ألف دولار)، وجائزة أحسن أداء مسرحى رجالى بقيمة (40 ألف دولار)، وتبلغ ميزانية المهرجان ككل نحو 282 ألف دولار. ويكرم المهرجان فنانين حفروا بتجربتهم فى الجسد المسرحى عربيًا وأفريقيًا، ومن بينهم محمد صبحى من مصر، ومومبى كايغوا من كينيا وسلاف فواخرجى من سوريا، وأنيسة لطفى من تونس، وخلت لجنة التحكيم من أى مسرحى مصرى، وتكونت من رئيس اللجنة الدكتور وحيد السعفى أستاذ تعليم عالى ومدير سابق للمعهد العالى للفن المسرحى بتونس، ومدير أيام قرطاج المسرحية لدورتين بتونس، وبطرس روحانا وهو أستاذ جامعى فى مواد التمثيل والإخراج والدراماتورجيا والسيناريو وكاتب ومخرج وممثّل مسرحى وسينمائى وتليفزيونى من لبنان، ومن السنغال عصمان دياكاتى وهو أستاذ تاريخ وجماليات المسرح، وعادل قرشولى وهو أستاذ ومدير قسم براشت بجامعة لايبزيق بألمانيا وشاعر وباحث سورى، وهناك أيضا أسماء الهورى وهى مخرجة وممثلة مسرحية مغربية. وفيما يخص الندوات الفكرية يقيم المهرجان ندرة بعنوان "موقع النقد المسرحى من الحياة المسرحيّة" اليومَ وغدًا، ويشارك فيها عدد كبير من المسرحيين العرب والأفارقة منهم الدكتور وحيد السعفى من تونس، والدكتور عز الدين بونيت من المغرب، والدكتور جان بيير هان من فرنسا، ويتحدث عن موقع الناقد ووظيفته فى النّشاط المسرحى، فرنسا نموذجًا كما يتحدث الدكتور عبد الكريم عبود من العراق عن تجلّيات النقد المسرحى فى الثقافة المسرحية العربية مسارات وتحوّلات ويطرح كمال العلاوى من تونس، تساؤل: هل للناقد العربى شخصية مستقلّة؟ ويشارك فى الندوات الفكرية من مصر الدكتور حسن عطيّة متحدثا عن النقد المسرحى ووهم سقوط الإيديولوجيات وتطور مفهوم النقد عربيا ويتخذ مصر نموذجا،كما يرأس الدكتور أبو الحسن سلام إحدى جلسات الندوات الفكرية، كما يشارك الدكتور عاصم نجاتى متحدثا عن المبدع المسرحى بين مطرقة الناقد وسندان المتلقّى.