اختار المخرج الكردى سهيم عمر خليفة أن يتحدث فى فيلمه الروائى الأول عن المرأة الكردية "زاكروس" ووضعها فى المجتمع والذي يرى أنه تحسن كثيرا، لكنه يحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء، وتطلع إلى عرض الفيلم قريبا في كردستان حتى يراه الناس هناك.
الفيلم بطولة حليمة إلتر وفياض دومان وداريا هاشم محمد وبرادر موسيكي، ويتنافس ضمن 18 فيلما على جائزة المهر الطويل بالمهرجان.
يتناول الفيلم قصة راعي الأغنام زاكروس الذي يعيش حياة هادئة في قرية صغيرة بإقليم كردستان مع زوجته هافين وابنته ريحانة لكن دوام الحال من المحال.
تنقلب الزوجة المتحررة في أفكارها وعاداتها على الأوضاع الراكدة وتحث زوجها على ترك الرعي والنزوح إلى المدينة حيث يمكن أن تجد الأسرة مستقبلا أفضل لكل أفرادها لكن الزوج يأبى، ومع انتشار شائعات بوجود علاقة بين الزوجة وأحد التجار بالقرية تهرب هافين إلى بلجيكا ومعها ابنتها.
يحسم الزوج قراره سريعا بالسفر خلف أسرته رغم معارضة أهله الذين اعتبروا الزوجة متمردة تستحق القتل وبالفعل يتسلل بطريقة غير شرعية إلى بلجيكا ويعثر على الزوجة ويسامحها ويستقر معها هناك.
هذا الحال لا يدوم أيضا إذ يظل الماضى يطارد الأسرة وتتصاعد الشكوك فى رأس زاكروس الذى يضغط على زوجته إلى أن تعترف له بأنها ضحية اغتصاب تعرضت له من ذلك التاجر الذى اتهمها أهل القرية بإقامة علاقة معه لكنها تكتمت الأمر خشية كلام الناس.
يصل والد زاكروس إلى بلجيكا في زيارة مفاجئة ويعثر على ابنه ويغذي الشكوك في قلبه حتى أنه يشككه فى نسب ابنته إليه، ويظل الصراع يتصاعد داخل الراعي القديم الذي تخلى عن قطيعه من أجل زوجته وابنته حتى ينتهى بقتل زاكروس لزوجته هافين.
وعقب عرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي أمس الخميس قال مخرج العمل في جلسة نقاشية "قررت صنع هذا الفيلم لسببين، الأول أننا نعيش في مجتمع لا نستطيع فيه اتخاذ قراراتنا بأنفسنا، نعيش تحت ضغط الأهل والعادات والتقاليد والدين، وبعد أن نتخذ قراراتنا نكتشف أن هذا ليس ما نريده".
وأضاف "السبب الآخر هو أنني أردت تسليط الضوء على النساء الكرديات وحجم الظلم الذي يفرضه المجتمع عليهن. فرغم إحراز الحركات النسوية تقدما كبيرا خلال العقود الثلاثة الماضية لا تزال النساء في القرى تخضع لسيطرة الرجال الذين يتحكمون في مصائرهن".
وتابع قائلا "رأينا في السنوات الثلاث الماضية دورا أكبر للمقاتلات الكرديات خاصة في كوباني في سوريا وهذا بالفعل حسن من وضع المرأة لكن بسبب تقاليد عمرها آلاف السنين تشكل المرأة المقاتلة الكردية تهديدا للرجل التقليدي لذلك أردت صنع هذا الفيلم للتأكيد على دور المرأة، المرأة التي تكون ضحية في كثير من الأحيان".
وأشار المخرج إلى أن الفيلم حظي باهتمام كبير وأنه تلقى طلبا من مهرجانين في كردستان العراق لتقديمه فى الافتتاح، وعبر عن أمله في حدوث ذلك في العام المقبل.
وقدم سهيم عمر خليفة ثلاثة أفلام قصيرة من قبل شاركت جميعها في الدورات السابقة لمهرجان دبي السينمائي الدولى.
وعن الصعوبات التي واجهت الفيلم قال المنتج دريس فليبو "لم نتمكن من التصوير في المناطق الكردية بتركيا بسبب الظروف السياسية، لذلك صورنا في تكريت في اليونان بسبب تشابه الطبيعة والظروف الآمنة".
وأضاف "كذلك كثير من الأحداث تدور في بلجيكا لكن السلطات البلجيكية رفضت منح الممثلين الأكراد تأشيرة دخول فتعين علينا التصوير ثلاثة أيام فى اسطنبول".
وختم حديثه قائلا "موضوع الفيلم عالمي ويمس كل إنسان رغم كونه يتناول الحالة الكردية .. لا شك عندي إنه سيلف العالم".