فى مبادرة مبتكرة للربط بين السينما والبيئة المحيطة ومد "جسور خضراء" بين المجالين، يقدم مجموعة من الشبان العرب مقترحات جديدة تهدف للحد من إضرار صناعة السينما بالبيئة وفى الوقت ذاته تقليل تكلفة الإنتاج السينمائى.
ورغم أن الفكرة بدأت بالإمارات عام 2014، فقد سارت بخطى وئيدة إلى أن جاء الإعلان الرسمى عن (مبادرة الإنتاج الصديق للبيئة) هذا العام فى سوق دبى السينمائى، الذى يقام كل عام ضمن أنشطة المهرجان.
وتسعى المبادرة التى لا تهدف للربح إلى تنمية الوعى وجعل الأثر البيئى ضمن حسابات صناع السينما والبرامج التلفزيونية والقنوات الفضائية عند إنتاج أعمالهم.
وهى تقدم فى هذا الصدد دورات تدريبية وخدمات استشارية ودعما فنيا لصناع السينما سواء من المنتجين أو المخرجين أو الشركات المتخصصة للحد من "البصمة الكربونية" لأعمالهم، سواء من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة أو إعادة تدوير مخرجات عملية الإنتاج.
ومن بين النصائح الأولية التى تقدمها المبادرة إعادة تدوير المواد البلاستيكية والمعادن واستخدام السيارات الكهربائية فى التنقلات للتقليل من استخدام الوقود الأحفورى وأيضا استخدام مولدات تعمل بالطاقة النظيفة أو الاعتماد كليا على الطاقة الشمسية خاصة فى ظل ما تتمتع به أغلب الدول العربية من طقس مشمس معظم فترات العام.
وقال بسام الأسعد مدير تطوير المحتوى بشركة (كرييتيف ميديا سوليوشنز) وأحد مؤسسى مبادرة الإنتاج الصديق للبيئة لرويترز "نحن لم نخترع هذا التوجه، فقد بدأ بالفعل فى الغرب منذ وقت وهناك تجارب رائدة فى بريطانيا والولايات المتحدة. لكننا نحاول ترسيخ هذا المفهوم بالمنطقة العربية".
وأضاف "استفدنا من تجاربهم هناك وحاولنا نقلها إلى هنا حتى لا نبدأ من الصفر، بل نكمل ما وصلوا هم إليه ونكون فى مكانة مساوية لهم".
وترتبط المبادرة، التى تتخذ من دبى مقرا، بشراكة مع الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) كما انضوت تحت لواء الاتحاد العالمى للإنتاج الصديق للبيئة.
وقال الأسعد "اعتبارا من شهر يناير القادم سنبدأ فى التحدث أكثر إلى صناع السينما والإنتاج التلفزيونى بالمنطقة، ستكون بدايتنا من الإمارات فى دبى وأبوظبي، وتحديدا مع المؤسسات الحكومية لأننا بمفردنا لن نستطيع نشر هذا الفكر، نحتاج مؤسسات عندها علاقات مع الشباب وصناع الأفلام وشركات الإنتاج".
ومضى قائلا "الإنتاج الصديق للبيئة لا يضيف أى أعباء مالية على المنتج، بل على العكس، سيوفر المال للاستفادة منه فى أوجه إنتاجية أخرى وفى الوقت ذاته سيجد أنه يصنع عملا مفيدا لبيئته".
وللمبادرة رؤية أبعد من مجرد نشر الوعى والمساعى الودية، إذ تتطلع إلى وضع قوانين وأنظمة حاكمة لتعامل صناعة السينما مع البيئة تتضمن الثواب والعقاب.
قال الأسعد "سنحاول إقناع المؤسسات الرسمية والحكومات بمكافأة من يحافظون على البيئة. يمكن على سبيل المثال رد جزء من الضرائب لهم أو دعمهم ماديا ومنحهم حوافز".
وأضاف "الهدف الأبعد يمكن أن يتمثل فى سن قوانين تجبر أى منتج على أن يحسب البصمة الكربونية لعمله السينمائى أو التلفزيوني، وعلى أساس هذه البصمة يتحدد منح العمل خاتم أنه عمل صديق للبيئة أم لا، وهذا بالتأكيد سيؤثر على ترويجه وتوزيعه".
وكشفت المبادرة خلال سوق مهرجان دبى السينمائى الدولى عن أول فيلم عربى صديق للبيئة وهو الفيلم السودانى (ستموت فى العشرين) للمخرج أمجد أبو العلا والمنتظر طرحه قريبا.