اختارت الهيئة العربية للمسرح الفنان السورى فرحان بلبل لإلقاء كلمة اليوم العربى للمسرح فى احتفال الهيئة السنوى فى العاشر من يناير فى افتتاح مهرجان المسرح العربى للمسرح بتونس وكلمته التى سيلقيها فى اليوم العربى للمسرح بعنوان "نريد أن تُقفَلَ مخافر الشرطة فى عقول المبدعين".
وفرحان بلبل لمن لا يعرفه هو كاتب وناقد شارك فى لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية السورية والعربية وكتب فى النقد المسرحى عددًا كبيرًا من المقالات والدراسات فى الصحف والمجلات المختصة وأصدر فى ميدان النقد المسرحى ثلاثة عشر كتابًا منها (المسرح العربى المعاصر فى مواجهة الحياة) و(مسرحنا العربى واقعُه وآفاقه) و(قضايا وشئون مسرحية) وكتب 33 مسرحية منها ستة نصوص للأطفال وقد كرَّمه مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى عام 1995 ضمن عشرة من أهم المسرحيين فى العالم وكرمته الهيئة العربية للمسرح عام 2014 ضمن تكريمها لاثنين وعشرين من كتاب المسرح العربي، خلال الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي، التى نظمت فى الشارقة - دولة الإمارات العربية.
ومن كلمته التى سيلقيها يوم الخميس المقبل فى افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربى ما يلى:
لقد عرف العرب المسرح – كما هو مُتَداول فى كتب النقد – منذ ما يزيد قليلاً على قرن ونصف قرن لكنهم خلال هذه المدة القصيرة أتقنوه وتفننوا فيه كتابة وإخراجًا وتمثيلاً، كما أتقنوا بقية أشغاله المتممة له. وما كاد القرن العشرون ينتهى حتى كان المسرح فى جميع الأقطار العربية – على تفاوت بسيط بينها – قد توغَّل فى حياة الناس. فأمتعهم وثقَّفهم وناقش معهم أخطر قضاياهم. فكانت ليالى العرب مع المسرح سمراً ومتعة وثقافة. وكان له فى كل قطر طعوم وألوان. ومدارس واتجاهات. فإذا جمعت هذه الطعوم المختلفة وتلك المدارس المتعددة إلى بعضها البعض، تبين لك أن المسرح العربى صار واحداً من أغنى المسارح فى العالم.
وبهذه المناسبة أتمنى من الشعوب العربية أن تقف مع الشعب السورى فى محنته التى ينزف دمَه فيها وهو الذى وقف معها فى مِحَنِها إن لم يكن ذلك بدافع رد الجميل، فبدافع أخوة الدم واللغة والمصير وإن هذا الضياع والاضطراب وغموض النظرة إلى المستقبل أوجاع يعانى منها كل المسرحيين العرب. وأظن أنها ستزداد إيلامًا ودفعًا إلى كثير من اليأس والإحباط إلى آخر كلمته.