أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات الإعلان الأمريكى الأخير القاضى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة واعتبرته إعلانا استفزازيا، واعتداءً على مشاعر العرب والمسلمين، إلى جانب كونه انتهاكا صارخا وخرقا جسيما للقانون الدولى والشرعية الدولية وقراراتها، وإجراءً متمردا على أسس ومرتكزات ومواثيق المنظومة الدولية.
وأكدت الوزارة - فى بيان اليوم السبت، أن هذا القرار عدوان مباشر على الشعب الفلسطينى وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وفى ذات الوقت مكافأة للاحتلال على انتهاكاته وجرائمه، خاصة أنه يتزامن مع ذكرى النكبة التى حلت بالشعب الفلسطينى والمستمرة، الأمر الذى يشكل غطاء لممارسات الاحتلال العدوانية، وتشجيعا له على الاستمرار فى تدمير أى فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وبذلك تفقد الإدارة الأمريكية أى مصداقية للحديث عن الجهود لإحلال السلام واستئناف المفاوضات.
وتابعت الوزارة: "أنها إذ تحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن إعلانها الخاص بالقدس ونقل السفارة، فإنها تطالب المجتمع الدولى برفض هذا الإعلان، وتحويل الإجماع الدولى على رفضه إلى آليات عملية لحماية السلام وحل الدولتين وحقوق شعبنا".
وطالبت الخارجية الفلسطينية، الدول بتأكيد اعترافها بأن القدس الشرقية المحتلة هى جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهى عاصمة دولة فلسطين، وبالتالى تجديد موقفها الرافض لنقل سفارة بلادها إلى القدس.
من جهتها نظمت النقابات العمالية فى قطاع غزة اليوم السبت، وقفةً احتجاجية فى ساحة الجندى المجهول بمدينة غزة رفضاً لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلى لمدينة القدس، وذلك بمشاركة واسعة من ممثلى الأطر النقابية والعمالية وممثلى القوى.
وقال النقابى عبد الكريم الخالدى - فى كلمة له - إن هذه الوقفة تأتى لمواجهة المخططات التى تستهدف عروبة القدس ومكانتها الدينية والوطنية والحضارية ورمزيتها كعاصمة لدولة فلسطين، وذلك فى أعقاب قرار ترامب باعتبار المدنية عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت الخالدى إلى أن الأطر النقابية والعمالية تنظم هذه الوقفة لأنها جزء أصيل لا يتجزأ فى الدفاع عن قضايا الشعب الوطنية والمجتمعية، والتحامها مع جماهير الشعب فى مواجهة الاحتلال والتصدى لكل الجرائم التى يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف الخالدى "جسدت الحركة النقابية والعمالية الفلسطينية على امتداد تاريخ النضال الوطنى الفلسطينى عظيم التضحيات قدّمت خلالها مئات الشهداء والأسرى، كما أنها كانت الصوت القوى والمعبّر عن هموم وآلام الطبقات الشعبية الكادحة".
وأوضح أن قرار ترامب جاء ليؤكد الانحياز الأمريكى الواضح مع دولة الاحتلال وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الاعتراف منافٍ لكافة قرارات الشرعية الدولية، وأنه يستكمل الجهود المتواصلة للانقضاض على حق شعبنا فى إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
كما أشار إلى أن الاحتلال استغل هذا الاعتراف للقيام بمزيد من القرارات والإجراءات التى تستهدف أهل المدينة وصمودهم، فى سياق محاولته الخبيثة لتهويد المدينة والسيطرة عليها من خلال إنشاء مزيد من المستوطنات ومشاريع ضم الضفة الفلسطينية.
ولفت الخالدى إلى أن الأطر النقابية والعمالية فى ظل هذا القرار المجحف بحق القضية الفلسطينية تؤكد أن مدينة القدس المحتلة كانت وستظل وستبقى عاصمة موحدة لدولة فلسطين الأبدية، وأن قرار ترامب بشأنها لن ينجح فى طمس هذه الحقيقة الثابتة والمتجذرة فى وجدان الشعب الفلسطيني.
وتابع "إن قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة لمدينة القدس، هو جريمة مبيتة للشعب الفلسطيني، وتستهدف تصفية القضية الفلسطينية كجزء من المخططات الأمريكية فى المنطقة ومحاولاتها تمرير صفقة القرن المشبوهة"، مشيرا إلى أن المضى فى خطوات إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء العقوبات وتعزيز صمود شعبنا رد قوى على قرار ترامب بخصوص القدس.