أكد فراس الدبس مسؤول الإعلام والعلاقات العامة فى دائرة الأوقاف الإسلامية فى المسجد الأقصى أن الاحتلال الإسرائيلى كثف من حملة الحفريات لاسيما فى المنطقة المؤدية إلى باب الأسباط، وبدأ بتغيير معالم المنطقة بحجة تطويرها وتحسينها، علما بأن المنطقة لها أصحابها حيث انها تابعة لثلاث عائلات فلسطينية (المظفر والحسينى والأنصارى)، وذلك بالإضافة إلى الحفريات فى منطقة باب الرحمة والمقبرة اليوسفية والتلة المحيطة بنصب الشهداء الأردنيين وعند حائط البراق ومنطقة القصور الأموية ومنطقة السور الجنوبى والشمالى والغربى المستمرة ليل نهار فى محيط المسجد الأقصى .
وتابع الدبس - لوكالة أنباء الشرق الأوسط- " لا نعرف ماذا فعلوا ويفعلون تحت الأرض والدليل على تكثيف حفرياتهم أن عددا من الأشجار سقط فى الفترة الأخيرة بسبب الحفريات التى تتم تحته، وهو ما يؤكد وجود شيء تحت الأرض يحدث .. لافتا إلى أن افتتاح كنيس يهودى قبل شهرين واجتماع المسؤولين الإسرائيليين فيه كان مؤشرا خطيرا على التصعيد .
وأكد أنهم لم يجدوا ولن يجدوا شيئا لأنهم لو كانوا وجدوا شيئا لقاموا بعمل ضجة كبيرة.. إلا أن استمرار الحفريات يشكل خطرا كبيرا على أساسات المسجد الأقصى .
ولفت إلى أن الفترة التى تم فيها إغلاق المسجد الأقصى فى شهر يوليو من العام الماضى كان الاحتلال منهمكا ويشتغل فى أمور سرية جدا بدون تواجد أحد معهم نهائيا، لافتا إلى أنه من المؤكد أن أمورا كثيرة تمت فى هذه الفترة دون معرفة ماذا حدث.
وأشار إلى أن زيادة أعداد المتطرفين الذين يقتحمون المسجد الأقصى يعد مؤشرا خطيرا للغاية، لافتا إلى أن شهر فبراير المنصرم وحده اقتحمه 1650 مستوطنا يهوديا بزيادة قرابة 400 مستوطن عن نفس الشهر من العام الماضي، وذلك إلى جانب سيطرة وهيمنة الشرطة الإسرائيلية داخل باحات المسجد الأقصى ومنع الإعمار والترميم والصيانة.
ونبه إلى أننا مقبلون نهاية هذا الشهر على عيد الفصح اليهودى،مشيرا إلى أننا نواجه خطرا معماريا وبشريا سياسى الننا نشعر بالخطر حولنا 24 ساعة الخطر أصبح فى كل مكان وكل وقت.
من جانبه،قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسوانى - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - اننا ننظر بعين الخطورة لمثل هذه الحفريات التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى بشكل مستمر، وهى مخالفة للقوانين الدولية والاستاتيكو الذى تم إنجازه فى عام 1967،مشيرا إلى أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية وقرارات اليونيسكو التى حذرت من هذه الحفريات وقالت ان كل حدث فى البلدة القديمة وحول المسجد الأقصى هو باطل.
وأضاف ان الاحتلال قام بنصب رافعة كبيرة قبل قرابة شهر عند حائط البراق ويستمر فى مصادرة أملاك الأوقاف مثل مقبرة باب الرحمة التى أصدر قرارا بمصادرتها من أجل جعلها حدائق تلمودية، وذلك من أجل أن يكون المنظر للشخص الأجنبى القادم من خارج البلاد أنها منطقة لليهود وليست دولة عربية إسلامية، وهو يندرج تحت باب تهويد القدس والهجمة عليها.
و أكد أن كل إجراءات الاحتلال لن تثنينا عن صمودنا ومطالبتنا بمحاكمة إسرائيل بسبب انتهاكاتها اليومية على مرأى ومسمع من العالم،معربا عن أسفه لما تقدمه أمريكا من دعم واضح وانحياز تام لهذه السياسات التى تستهدف القدس وأهلها.
وأعرب عن استنكاره واستهجانه للدعم الأمريكى لهذه الحكومة المتطرفة والمخالفة لجميع القوانين الدولية، مشيرا إلى أنه وبعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل كان هناك خطوات متسارعة لتغيير وفرض واقع جديد خصوصا على القدس الشرقية حيث قامت قوات الاحتلال بتكثيف أعداد الكاميرات فى منطقة باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة المؤدية للمسجد الأقصى) والأبراج (الغرف العسكرية ) التى شيدت هناك،إلى جانب تشديد الضرائب وفرض المزيد منها على أهل بيت المقدس،موضحا أن الشعب الوحيد الذى يدفع ضريبة إلى المحتل هو الشعب الفلسطينى،مشيرا إلى أن المتعارف عليه وفق القانون الدولى أن الشعب المحتل لا يدفع ضريبة لأن هذه أرضه.. بالإضافة إلى المضايقات المستمرة للرجال والنساء والأطفال وتكثيف عدد الجنود والاحتكاكات اليومية مع طلاب المدارس على أبواب المسجد الأقصى والبلدة القديمة بهدف تفريغها من أهلها
وناشد كل من يستطيع شد الرحال من العرب والمسلمين إلى المسجد الأقصى ألا يتأخر ويلبى النداء بل ويدعم أسواق البلدة القديمة من أجل دعم الاقتصاد الفلسطينى لمساندة شعبنا فى كفاحه وصموده وحماية عروبة وإسلامية الأقصى.
وعما يقوله البعض من أن الاحتلال استغل فترة إغلاق المسجد الأقصى فى شهر يوليو الماضى واحتمالية استغلال تلك الفترة فى غرس أية آثار دخيلة، قال اننا لا نستبعد أن يقوم الاحتلال بعمل أى شيء،ولكن العلماء أكدوا أكثر من مرة وحتى فى الحفريات التى حصلت أن الآثار إما تعود للدولة الأموية أو المماليك أو العثمانيين وإذا كانت أكثر قدما فإنها آثار بيزنطية ولم ير أى باحث أو عالم عنده استقلالية علمية وليس متطرفا إلا وقال أن كلها محاريب متجهة نحو القبلة وهو ما يدل على أنها محاريب إسلامية.
وأكد أن الحفريات الإسرائيلية تهدفها هدم تاريخ وآثار المسلمين لأنهم يريدون أن يبنوا كنيسا مقابل المسجد الأقصى حتى يلفت النظر وهوعبارة عن خمسة طوابق وله قبة،منهم طابقان تحت الأرض.. ومن اطلع عليه قال ان منه طابقا يعود للأمويين والطابق الآخر يعود إلى عهد المماليك.
وتابع "يحاولون وضع شيء لليهود داخل ساحة حائط البراق رغم أن كل الآثار أثبتت عدم وجود لا هيكل ولا غيره مما يدعيه اليهود،محاولين بممارساتهم اليومية واقتحاماتهم وترويجاتهم لخزعبلات فى رأسهم فقط أن يقنعوا بها كل من يأتى من دول العالم عندما يدخل من باب المغاربة الذى قاموا بالاستيلاء عليه وجعلوه بابا لهم .. لذا تجد العالم الأوروبى متعاطف مع ما يروونه لأنه لم يسمع من أصحاب المسجد الأقصى المسلمين.. مشيرا إلى أن هناك تقصيرا من العالم العربى والإسلامى فى الترويج للحقائق الإسلامية .