أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمى ، رئيس البرلمان العربى، إن الوضع الراهن الذى يمر به العالم العربي فى ظل الظروف والمتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية وتداعياتها، يُمثل تحدياً كبيراً للحكومات والبرلمانات والمجتمعات العربية على حدٍ سواء.
وأوضح السلمى إن هذه التحديات، التحدى الذي تمثله القوة القائمة بالاحتلال إسرائيل، كما تمثل التدخلات الخارجية في الشؤون العربية تحدياً كبيراً حيث تعمل على إطالة أمد الصراعات الداخلية وما ينتج عنها من قتل وتهجير وتشريد ولجوء، في مسعى من بعض القوى الإقليمية والدولية لإشاعة الفوضى، وبث الفتن، كل ذلك ساهم في تنامي التحدي الذي يمثله التطرف والإرهاب وتمدد الجماعات الإرهابية المسلحة، وتداعيات كل ذلك على الأمن القومي العربي ووحدة ونسيج المجتمعات العربية.
وقال رئيس البرلمان العربي في كلمته اليوم أمام المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي ، إن البرلمان العربي بادر بمجموعة من خِطط العمل، للتحرك دعماً للقضايا العربية الاستراتيجية الكبرى ، استشعاراً لِخطورة هذه التحديات على الأمن القومي العربي، شملت مختلَف الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، وكان في مقدمة القضايا التي عمل عليها البرلمان، قضية العرب الأولى فلسطين، ولمحورية وأهمية هذه القضية، شكل البرلمان العربي لجنة فلسطين برئاسة رئيس البرلمان العربي، وقامت بإعداد ثلاث خطط: خطة التصدى لعقد القمة الإسرائيلية الإفريقية والتغلغل الإسرائيلي في إفريقيا، وخطة التحرك تجاه قرار الإدارة الأمريكية المرفوض باعتبار القدس عاصمةً للقوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، وخطة العمل لمواجهة ترشح القوة القائمة بالاحتلال (اسرائيل) لمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي لعامي 2019-2020م، لما لهذا الترشح من تداعيات خطيرة على مصداقية الأمم المتحدة. كما أشار رئيس البرلمان العربي إلى خطة البرلمان العربي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأشار رئيس البرلمان العربي، أنه إستجابة لمعاناة المجتمعات العربية من خطر التطرف والإرهاب البغيض والمدمر، حرص البرلمان العربي بالتنسيق والتعاون مع أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات والمجالس العربية، أن تكون الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي عقد بتاريخ 10 فبراير 2018م لمواجهة هذا الظاهرة المقيتة، فصدرت "الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة التطرف والإرهاب" والتي شكلت وثيقة هامة في تاريخ العمل البرلماني العربي المشترك، بما تمثله من رؤية برلمانية عربية موحدة تجاه مكافحة التطرف والإرهاب.
ونوه الدكتور مشعل السلمي إنطلاقاً من حرص البرلمان العربي على دعم استقرار الدول العربية، أنه يتابع عن كثب، تطورات الأوضاع في بعض الدول العربية التي تشهد صراعات وتدخلات أجنبية خارجية، ومؤكدا أن التدخل الخارجي في الشؤون العربية من بعض الدول يمثل عدواناً على سيادة وأمن الدول العربية، وأدى لتفاقم الأوضاع فيها، ويؤمن البرلمان العربي بأن حل الأزمات المستحكمة في العالم العربي يكمن في الحل السياسي والجلوس على طاولة الحوار لإنهاء معاناة أشقائنا العرب في هذه الدول ويحقق طموحاتهم في الحياة الحرة الكريمة، ووقف التدخل الخارجي وإخراج الميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة من مناطق الصراع. وإن استمرار النظام الإيراني في احتلال جزر الإمارات الثلاث، وإطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية على المملكة العربية السعودية وتكوين ودعم الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية داخل المجتمعات العربية، كل ذلك يمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي.
واوضح الدكتور مشعل السلمي أن البرلمان العربي يعمل أيضاً، على عدد من الملفات والقضايا الهامة الأخرى الخاصة بالبناء والتنمية المستدامة ودعم الاستقرار في العالم العربي كموضوع التعليم، ودعم الدول العربية الأقل نمواً، ومعالجة قضية اللاجئين والنازحين، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، وعدداً من الملفات المهمة الأخرى في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية خدمةً للمواطن العربي.
وأضاف رئيس البرلمان العربي أن مؤسسات الأمة العربية الشعبية، بحاجة إلى مزيد من التفاعل والتعاون والتنسيق، الذي يعود بالنفع والخير على أمتنا العربية . والبرلمان العربي على أتم الاستعداد للتعاون الوثيق مع الاتحاد البرلماني العربي لتطوير البعد الشعبي والدفع به إلى أعلى المراحل والمستويات، في جوانب تمس حياة ومعيشة الشعب العربي، الذي يتوق إلى مزيد من العمل العربي المشترك لمعالجة التحديات الكبرى، ودفع مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في كافة ربوع العالم العربي.
وأكد الدكتور مشعل السلمي أنه وإنطلاقاً من تكامل الأدوار، وبلورة رؤى عربية برلمانية موحدة، تعكس مواقف ورؤى وتطلعات الشعب العربي في القضايا العربية الكبرى والاستراتيجية، يسعى البرلمان العربي لتأطير هذا التعاون من خلال المؤتمر السنوي الدوري الذي يعقده البرلمان العربي مع رؤساء المجالس والبرلمانات العربية كمدخل مؤسسي فاعل للتعاون والتنسيق لممثلي الشعب العربي على المستوى القومي والوطني، وما يصدر عنه من وثائق مهمة تعبر عن رؤية البرلمانات والمجالس العربية، وتجسيد آليات التعاون والتنسيق الفعالة في كافة المحافل وعلى جميع المستويات.
وتوجه الدكتور مشعل السلمي بالشكر والامتنان لدعوته للمشاركة في هذا الاجتماع الهام، متمنياً التوفيق لمعالي الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب في جمهورية مصر العربية في رئاسته للاتحاد البرلماني العربي في دورته الجديدة، كما تمنى لأعمال هذا المؤتمر الذي يُجسد التعاون والتنسيق بين مجالس وبرلمانات الدول العربية، تعزيزاً وترسيخاً للعمل البرلماني العربي المشترك، وتأكيداً للتضامن العربي، استناداً إلى وحدة المصير والتاريخ والهوية والمصلحة المشتركة.