يحمل تدمير أو إسقاط تماثيل شخصيات سياسية وخاصة تلك الخاصة برؤساء وملوك وأباطرة الجمهوريات والممالك والإمبراطوريات، معان رمزية لها مدلولها بانهيار الأنظمة الحاكمة، والإشارة إلى بدء حقبة جديدة وتغير فى النظام الحاكم فى دولة ما نتيجة حراك ثورى شعبى أو غزو عسكرى خارجى.
إسقاط تمثال صدام حسين عقب الغزو الأمريكى للعراق
وهناك الكثير من الأمثلة عن انهيار أنظمة حكم فى بلدان عديدة حول العالم، ومنها على سبيل المثال واقعة مر عليها 15 عامًا، وتحديدًا عندما أسقط عدد من الأشخاص بمساعدة قوات المارينز الأمريكية فى التاسع من يونيو 2003 تمثالا ضخما للرئيس العراقى الأسبق صدام حسين، وذلك بعد الغزو الأمريكى للعراق فى مطلع شهر أبريل من نفس العام، وكان ذلك بمثابة تأكيد للمتواجدين الفرحين بأن حكمه المستمر منذ نحو 24 عاما يتهاوى أيضًا.
ونموذج العراق وتحطيم تمثال الرئيس الأسبق صدام حسين، ليس الوحيد، بل هناك نماذج أخرى عديدة، طالت بعض منها إسقاط تماثيل شخصيات وقادة أقوياء فى أنحاء العالم.
تحطيم تمثال نابوليون الأول فى فرنسا
ففى العام 1871 قامت حركة "باريس كومون" الثورية بإسقاط تمثال برونزى ضخم لنابوليون الأول، يعلو عمودا يتجاوز ارتفاعه 40 مترا فى ساحة فندوم وسط باريس، وكان "الرفاق" – آنذاك - ينتفضون فى أعقاب الهزيمة المذلة لنابوليون الثالث ضد بروسيا فى السنة التى سبقت الحركة، وعلى أثر ذلك سُجن الرسام المعروف جوستاف كوربيه، 6 أشهر لتنظيمه ذلك الفعل، إضافة إلى تغريمه تكلفة تمثال جديد تم تركيبه عام 1873.
تحطيم تماثيل رموز سوفيتية
كما أدى تفكك الاتحاد السوفيتى السابق إلى تدمير العديد من تماثيل زعمائه، ففى نوفمبر 1989 صفق شبان فى وارسو أثناء إزالة تمثال لمؤسس الشرطة السرية السوفيتية فيليكس دجرينسكى (كاى جى بى)، ففيما كانت رافعة تحمل التمثال، انهار قسمه السفلى وتحطم، وأصبحت الأجزاء المهشمة قطعًا تذكارية ترمز لانهيار الشيوعية، وتم إسقاط تمثال آخر لدجرينسكى، فى موسكو، فى أغسطس 1991 بعد انقلاب فاشل ضد الرئيس ميخائيل جورباتشيف وسياسته الديمقراطية.
وهتف الآلاف "لتسقط كاى جى بى" فيما كانت رافعات تنشط فى المكان، كما استغرقت أعمال إسقاط تمثال برونزى زنته 12 طنا لـ"فلاديمير لينين" فى ساحة بوخارست نحو 3 أيام فى مارس 1990، فيما سعى الرومانيون لإزالة رموز الهيمنة السوفيتية، كذلك قام عشرات المتظاهرين المقنعين بإنزال تمثال آخر لـ"لينين" فى العاصمة الأوكرانية فى ديسمبر 2013 فى بداية انتفاضة هائلة أفضت للإطاحة بحكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو، ووضع متظاهرون حبلا حول عنق التمثال وصرخ بعضهم "اشنقوا الشيوعى"، غير أن جورجيا انتظرت 20 عاما بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتى لتفكيك تمثال ستالين فى بلدة جورى مسقط رأس الديكتاتور، وجرت عملية إزالة التمثال عام 2010 سرا فى الليل، لكن أعيد تركيبه بعد 3 سنوات.
إزالة تمثال للرئيس السابق حافظ الأسد أثناء الحرب فى سوريا
وعلى صعيد آخر، بلغت تظاهرات ضد النظام السورى أوجها فى مارس 2011 فى مدينة درعا حيث تم اقتلاع تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالى بشار الأسد، ليؤذن ذلك بانتفاضة تحولت إلى نزاع شامل دام، وتسلق شبان تمثال الرئيس السابق مطلقين هتافات منددة بالنظام.
وفى مارس 2018 وأيضًا فى سوريا، قام مقاتلون مدعومون من تركيا بعد استيلائهم على بلدة عفرين من مقاتلين أكراد، بتحطيم تمثال كاوا الحداد، بطل أسطورة كردية قديمة ترتبط بعيد النوروز ويرمز إلى المقاومة.
أمريكيون يسقطون تمثالًا لرموز العبودية
وفى الولايات المتحدة قام متظاهرون فى أغسطس 2017 بإسقاط تمثال جندى كونفدرالى - رمز الدفاع عن العبودية خلال الحرب الأهلية بين 1861 و1865 - فى دورام بولاية كارولاينا الشمالية.
وكان ذلك ردا على مقتل امرأة فى شارلوتسفيل قبل يومين، على أيدى شخص من النازيين الجدد خلال احتجاج على إزالة نصب للجنرال "روبرت إى. لى"، الذى قاد القوات الكونفدرالية فى الحرب الأهلية.