جددت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار دعوة جماهير الشعب الفلسطينى (رجالا ونساء وأطفالا) للمشاركة والنفير العام اليوم فى جمعة "الشهداء والأسرى"، وللجمعة الرابعة على التوالى تستمر فعاليات مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة بعد اقتراب خيام العودة مسافة 50 مترا من المنطقة الأمنية العازلة، وسط تهديد إسرائيلى مستمر واعتداء بالذخيرة الحية على المتظاهرين العزل رغم التحذيرات الأممية والحقوقية المستمرة.
وألقت طائرات الاحتلال، صباح اليوم، منشورات فوق مخيمات العودة الخمسة تحذر فيها المتظاهرين من الاقتراب من السياج الأمنى أو حمل السلاح، مهددة بالمس بالمتظاهرين الذين يقتربون من المواقع العسكرية.
وحثت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، الجماهير للخروج فى المسيرات التى ستنطلق بعد صلاة الجمعة فى مخيمات العودة شرق محافظات قطاع غزة وفى محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وقالت الهيئة، إن المشاركة وفاء لدماء زكية روت أرضنا وصنعت مجدنا، ووفاء للحرائر الماجدات ولرجال أطهار أفنوا زهرات عمرهم أسرا خلف القضبان.
من جانبه، طالب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية جيمى ماكجولدريك، بحماية المتظاهرين الفلسطينيين وتوفير تمويل عاجل لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية الناجمة عن الارتفاع الحاد فى عدد الضحايا الفلسطينيين فى غزة منذ 30 مارس الماضى، وقال ماكجولدريك، فى بيان صدر عنه، اليوم، "يعتبر هذا التصاعد الحاد الحالى فى الاحتياجات الإنسانى أزمة على رأس كارثة، مع جمعة جديدة من التظاهرات بالقرب من السياج الحدودى بين غزة وإسرائيل"، وأضاف أنه من الضرورى جدا أن تمارس السلطات الإسرائيلية أعلى درجات ضبط النفس فى استخدامها القوة والتزامها بالقانون الدولى.
وأشار إلى أن الشركاء فى العمل الإنسانى يحتاجون لتمويل مقداره 5.3 مليون دولار لتلبية الاحتياجات فى مجال الصحة والدعم النفسى الاجتماعى والحماية حتى 31 مايو 2018، ويعتبر هذا التمويل ضروريا للتمكن من توظيف فرق طبية متخصصة لتنفيذ عمليات جراحية إنقاذية معقدة، لتوفير الأدوية بهدف تجنب حالات الوفاة والإعاقة، وللسماح لبنوك الدم من زيادة قدرتها فى التعامل مع حالات إصابات الضحايا بشكل فورى، إلى جانب مجموعة من الاحتياجات الطبية الضرورية.
وشدد على الحاجة الملحة للتمويل لضمان تلقى ضحايا العنف وأسرهم الدعم النفسى والاجتماعى اللازم، ولدعم المنظمات التى تراقب الانتهاكات وتتحقق منها وتوثقها، وقال ماكجولدريك، "بكل بساطة، لا يتمتع مزودو الخدمات الضرورية فى غزة بالقدرة على التعامل مع الوضع الحالى فى هذا الوقت، فيما يقف المجتمع العامل فى مجال المساعدات الإنسانية متأهبا لتقديم الدعم لدولة فلسطين فى تلبية احتياجات الفلسطينيين الطبية المهولة فى قطاع غزة، وضمان توفر الحماية والدعم النفسى اللازمان".
فيما، قال مبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، إن "للفلسطينيين فى غزة الحق فى الاحتجاج على ظروفهم الإنسانية الرهيبة"، واعتبر جرينبلات فى تغريده عبر حسابه الرسمى فى "تويتر"، اليوم الجمعة، أنه "ينبغى على المنظمين والقادة التركيز على تلك الرسالة، وليس العمل على إذكاء احتمال نشوب المزيد من العنف بالقنابل الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة"، وفقا له.
وأشار إلى أنه "يجب عليهم (المتظاهرون) البقاء بعيدا عن الحدود بمسافة آمنة"، مضيفا أن "تكلفة هذه المظاهرات عالية جدا من خسائر فى الأرواح وإصابات"، وتابع "هذا هو السبب فى أن الرئيس الأمريكى على استعداد لاستثمار الكثير من أجل إحلال السلام"، وأضاف أن "الوقت حان للقيام بالعمل الصعب المتمثل فى التفاوض على حل والعمل من أجل السلام"، موضحا أن "هذا العمل الصعب يتضمن جمع شمل الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية تحت قيادة واحدة مسؤولة للسلطة الفلسطينية".
وكانت وزارة الصحة فى قطاع غزة قد أعلنت ارتقاء 33 شهيدا منهم 3 أطفال، بالإضافة إلى إصابة 4279 مواطنا، منهم 642 طفلا و 243 سيدة وذلك فى إحصائية تراكمية لاعتداءات الاحتلال الإسرئيلى لحق المشاركين فى مسيرات حق العودة على حدود القطاع منذ 30 مارس المنصرم وحتى الآن، وأوضحت الوزارة - فى بيان - أن من بين الإصابات 1539 إصابة بالرصاص الحى، و388 بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، و478 إصابات أخرى، و1878 استنشاق غاز منها 459 اختناق أدى إلى دخول المستشفى.
وعن درجة خطورة الإصابات قالت الوزارة إن من ضمن الإصابات 134 إصابة خطيرة، و1183 إصابة متوسطة، و2962 إصابة طفيفة، أما عن مكان الإصابات فى الجسم فأشارت الوزارة إلى إصابة 196 شخصا فى منطقة الرقبة والرأس، و384 فى الأطراف العلوية، و96 فى الظهر والصدر، و116 فى البطن والحوض، 1496 فى الأطراف السفلية، و113 فى أماكن متعددة.
كما لفتت الوزارة، إلى استهداف الطواقم الطبية والصفية بشكل مباشر مما أدى إلى إصابة 44 ما بين مسعفين ودفاع مدنى بالرصاص الحى والاختناق بالغاز، بالإضافة إلى تضرر 19 سيارة إسعاف ودفاع مدنى مما أعاق حركتها وعن استهداف الطواقم الصحفية أدى إلى استشهاد الزميل ياسر مرتجى وإصابة 66 آخرين بالرصاص الحى والاختناق.