الألغام ستظل الكارثة الأكبر فى اليمن ورغم ذلك يتحدى اليمنيون كل أسلحة الحوثيين مصرين على استكمال طريق الصمود فمن بين قصص ضحايا الألغام وجدنا حكاية شاب تثبت صمود الشعب اليمنى فقد أصر أن يعود إلى الحرب بعد أن بترت إحدى قدميه فى لغم، إيمانا منه بدوره فى الدفاع عن وطنه، يسرد عبدالله الصعب قصته قائلا: "أنا عمرى 21 سنة كنت طالب فى الجامعة وبشتغل عامل عشان أصرف على أسرتى اللى كانت تعتمد على عليا فى رزقهم، أول ما سمعت أن الحوثيين دخلوا يهاجمونا، والبلاد محتاجة شبابها وقتها من غير افكر وقفنا وقفة رجل وحدا وإخوننا المجاهدون وصدينا هجمات العدو أياما كتيرة والحمد لله لكن كان يقع منا قتلى وجرحى.
يستكمل عبد الله الحديث بلغته البدوية الأصيلة قائلا: "وبعدها قمنا بهجمات وسيطرنا على مواقع لهم وبعده المتحوثين قاموا بتفجير المنزل حقنا (ملكى) وفى أحد الأيام وأنا ماشى للجبهة دعست (دوست) لغم فى الطريق على شكل حجارة مدس وسط الأحجار فى المنطقة الجبلية والإصابة كانت شديدة فبترت رجلى اليمنى وعملت عملية قعدت بعدها فى المستشفى ثلاث أيام وكان وقتها فيه تقدمات لنا ما قدرت اصبر بالمستشفى وقمت أخرج وطلعت الجبهات عند إخوانى المجاهدن بعد ثالث يوم من بتر رجلى وجلست أداوم الحرب معهم برجل واحدة".
ويلملم عبد الله أطراف حديثه بكلمات يغلب عليها العفوية فهو لم يحالفه الحظ كى يكمل تعليمه فيقول: "بعدها قام فاعل خير بتزوجى وكنت فرح إنى اتزوجت، بعد ما تفجر بيتنا وبترت رجلى صار وضعى أنا وأهلى صعب بلا مورد رزق ورزقت بمولود قبل شهر ونص وزادت المسؤلية على.. عبد الله ختم حديثه بجملة "الله يحفضكم متفائل بكم قوى إنكم تفعلون المستحيل علشانا.. نحمد الله ونشكره".