قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، إن الدول الغربية تعتزم اتباع تكتيك جديد من أجل تخطى الشلل الذى يصيب مجلس الأمن الدولى بشأن الصراع فى سوريا، بسبب الفيتو الروسى.
وبحسب ما نشرته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، اليوم الثلاثاء، أوضحت الصحيفة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أن الدول الغربية ستحيل مشروع قرار بشأن الهجوم الكيماوى فى سوريا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لا تملك روسيا حق الفيتو، حيث كانت روسيا استخدمت حق النقض "الفيتو" 12 مرة فى مجلس الأمن الدولى، منذ اندلاع الحرب فى سوريا عام 2011، لإحباط مشاريع القرارات المناوئة لحليفها للنظام السورى، وآخرها ذلك المتعلق بالهجوم الكيماوى الأخير فى مدينة دوما.
وأشارت "الجارديان"، إلى أن المقترح الجديد يحظى بدعم من المسئولين الغربيين، وقالت الصحيفة البريطانية، إن مأزق الملف السورى ازداد حدة مع الاجتماع المغلق الذى عقده أعضاء مجلس الأمن فى السويد، فى محاولة لتخطى الخلافات العميقة بينهم، فى نهاية الأسبوع، لافته إلى أنه من المرجح إجراء مزيد من النقاشات بشأن مشروع القرار خلال الأسبوع الجارى، وتخشى القوى الغربية أن من شأن غياب آلية مستقلة لتحديد المسئوليات بشأن هجوم دوما الكيماوى مطلع أبريل الجارى، وبالتالى منح النظام السورى حرية تكرار استخدام الأسلحة الكيماوية.
كما تخشى القوى الغربية، أيضًا، من أن المأزق الحالى بشأن سوريا قد يضعف قدرة مجلس الأمن الدولى فى التعامل مع الأزمات الدولية، ويحتاج تمرير مشروع قانون "آلية المساءلة" فى الجمعية العامة للأم المتحدة إلى موافقة ثلثى الأعضاء، وبهذا سيتمكن 9 من أعضاء مجلس الأمن الـ15 من الالتفاف على الفيتو الروسى.
واللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة اتجاه نادر لحل بعض جوانب الأزمات الدولية وظهر أثناء الحرب الباردة، وتحديدًا عام 1950 أثناء أزمة الحرب الكورية، ويطلق على هذا التصويت "الاتحاد من أجل السلام"، وتوصلت الأمم المتحدة إلى هذا الأسلوب، فى حال فشل مجلس الأمن الدولى فى الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، وهو ما يحدث فى سوريا حاليا – بحسب التقرير الذى نشرته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، اليوم الثلاثاء.
وقال المسئول السابق فى الأمم المتحدة، إيان مارتن، إن الفيتو الروسى لا يجب أن يكون نهاية الجهود الجماعية فى المنظمة الدولية، وأضاف أن تأكيد المساءلة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية ووقف الأهوال التى تحدث فى سوريا تقع على عاتق المجتمع الدولى.
وتأتى هذه الجهود بعدما وجهت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربة صاروخية للنظام السورية منتصف أبريل، بعد 10 أيام من هجوم كيماوى مزعوم استهدف آخر جيب للمعارضة السورية قرب دمشق، ودخل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى مدينة دوما، لكنهم لا يمتلكون سلطة المساءلة، وبعد الهجوم الكيماوى، بذلت جهود دبلوماسية قادتها السويد من أجل موافقة مجلس الأمن على قرار بشأن آلية تحقيق، لكنها لم تكن مجدية.