على مقربة من منطقة مقابر الشهداء وجدنا منطقة يغلب عليها الخراب رغم أن بقايا ما بها من مبان يوحى أنها كانت منطقة مهمة..إنها المنطقة الرابعة بتعز كما يسمونها اقتربنا منها وجدنا مبنى معلقا عليه لافتة مكسورة المتبقى منها كلمة كلية فقط ، وبداخل أبوابها المتراكم عليها الصدأ شاهدنا الأثاث المدمر والقمامة وعلى مبانيها بالداخل آثار القصف، بسؤالنا الأهالى علمنا أنها كلية الآداب جامعة تعز يجاورها حديقة الطفل والبنك المركزى اليمنى فرع تعز ومقر مديرية الأمن وجميعها تم تدميره من قبل الحوثيين أيضا.
وعما تعرضت له مبانى الجامعة من هجوم حوثى قال الدكتور مجيب مصلح، الأستاذ بجامعة تعز إن الجامعة تعد من كبرى الجامعات الحكومية فى اليمن ، والتى تأسست في البداية بكلية التربية كفرع يتبع التربية بجامعة صنعاء عام 1985-1986م، ثم أصبحت جامعة مستقلة عام 1995م، وحققت تطورا كبيرا حتى أصبحت تضم 8 كليات و10 مراكز بحثية.
شهدت بعض كليات الجامعة اعتداء من قبل جماعة الحوثى منها كلية الآداب وهى من أوائل الكليات التى تأسست وأيضا كلية الطب المجاورة لإحدى مناطق التماس مع الحوثيين وهى منطقة قصر الشعب، وترك الرصاص آثاره على المبانى ونهب جزءا من محتوياتها والأثاث تهشم تماما لكن تم نقل طلاب الكليات التى تعرضت للتدمير إلى مقر الجامعة فى حبيل سلمان واستطاعت الجامعة أن تكمل المسيرة التعليمية وتتغلب على المعوقات.
أضاف أن لطلاب جامعة تعز دور كبير فى المقاومة الشعبية منذ الهجوم الحوثى فى 2015 ومازالو يشاركون ، فهم مؤمنون بأهمية الدور الوطنى فى المعركة التى تخوضها تعز وأنهم سوف ينتصرون بالنهاية.
تضم تلك المنطقة أيضا متحف تعز الذى لم يتبق من اسمه سوى اللافتة أما النوافذ مهشمة وأجزاء من الطاق العلوى مهدمة بخلاف القمامة ومخلفات الهدم المحيطة به، وعن تفاصيل ما تعرض له المتحف والكلية وبقية المبانى المجاورة لهما وتم تدميرها قال حمود محمد شمسان عضو المقاومة الشعبية وشاهد عيان على هجوم الحوثيين على المتحف والمبانى المجاورة له ، إن هذه المنطقة كانت مهمة لأنها تضم بعض المبانى التابعة لجامعة تعز منها كلية الآداب التى استخدموها فترة كمكان لتخزين أسلحتهم ثم دمروا مبانيها وتجدين الطلقات لا تزال تاركة علامات فى الجدران، ونهبوا منها بعض الممتلكات مثلما فعلوا فى المتحف الوطنى، الذى كان به قطع أثرية تعود لألفين عام ومخطوطات فى غاية الأهمية وتماثيل تعود للدولة الرسولية، وكان يتردد عليه سائحون كثيرون وكان يلقى دعما من اليونسكو، عندما دخل الحوثيون للمنطقة خربوه وحوله ثكنة عسكرية لمد ة عام ونصف وسرقوا القطع الآثرية منه، تركوه كما ترون مهدما خاويا، وكانوا قاطعين الطريق بهذه المنطقة، وبعد ما حررنا كمقاومة شعبية المنطقة استطعنا إنقاذ جزء من القطع الأثرية الذى خبأه العاملون فى المتحف عن أعين الحوثيين، لم يكتفى الحوثة بذلك بل دمروا قصر الإمام وقد كان معلما مهما فى المحافظة.