أكد نائب وزير الخارجية الكويتى خالد الجارالله اليوم السبت، إن مسيرة السلام ما زالت متعثرة بسبب تعنت إسرائيل وإصرارها على تحدى الإرادة الدولية وعدم تطبيق قرارات مجلس الأمن، داعيا إلى ضرورة حمل إسرائيل على القبول بالسلام وإقامة الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد الجارالله - فى كلمة أمام الدورة الـ45 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد العاصمة البنغالية دكا - على أن الكويت ومن خلال عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن، تحمل على عاتقها السعى الجاد بالتعاون مع بقية الأعضاء، لإحياء ذلك الملف وتحريكه فى مسعى لإيجاد تسوية شاملة تنهى هذا الصراع، وتعيد للعالم أمنه واستقراره.
وبشأن الملف السوري، قال إن أكبر كارثة إنسانية يشهدها عالمنا اليوم تدخل عامها الثامن، بما سجلته كأكبر مجتمع لاجئين ونازحين فى العالم وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ناهيك عن الدمار الهائل الذى لحق بذلك البلد الشقيق، مضيفا أن الإفلات من العقاب كان له دور كبير فى الاستمرار بممارسة أبشع الانتهاكات لقرارات مجلس الأمن وقوانين حقوق الإنسان.
وأوضح أنه انطلاقا من مسؤولية الكويت الدولية والإسلامية والإنسانية، فقد عملت من خلال عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن، بالتعاون مع السويد باستصدار القرار 2401 الذى يهدف إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم وإنهاء الحصار، مؤكدا استمرارها فى العمل فى المجلس، حتى تتمكن من المساهمة بالتعاون مع بقية الدول الأعضاء فى إنهاء ما وصفها ب"الكارثة".
وشدد نائب وزير الخارجية الكويتى على أن الحل السياسى فى سوريا هو السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية شاملة، تحقق تطلعات الشعب السوري، وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما القرار 2254، وبيان جنيف1 لعام 2012.
وحول الوضع فى اليمن قال: "أود أن أؤكد إدانة الكويت واستنكارها لاستهداف السعودية بصواريخ باليستية طالت قبلة المسلمين مكة المكرمة، وزعزعت أمن واستقرار المملكة، وروعت الآمنين فيها، مشيدا فى هذا الصدد بجهود دول التحالف العربى بقيادة السعودية لمعالجة الأوضاع الإنسانية فى اليمن.
وفيما يتعلق بالعراق، قال: "نتمنى للأشقاء فى العراق النجاح فى انتخاباتهم النيابية المقبلة التى ستعقد الشهر الجاري، متمنين أن تعكس نتائجها تمثيل كافة مكونات الشعب العراقي، صيانة لوحدته وتماسكه، استعدادا لمرحلة إعادة البناء؛ حيث سعدنا فى الكويت بتنظيم مؤتمر الكويت الدولى لإعادة إعمار العراق، والذى نجح فى حشد الدعم الدولى لإنجاح هذه العملية".
وفيما يتعلق بأقلية الروهينجيا المسلمة فى ميانمار، أعرب الجارالله عن بالغ الشكر إلى بنجلاديش على ما تبذله من جهود لدعم وإغاثة لاجئى الروهينجا الذين يواجهون اعتداءات وحشية وتصفية عرقية، مؤكدا دعم الكويت للاجئى الروهينجيا؛ حيث بادرت ومن خلال عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن، بتنظيم زيارة للمجلس برئاسة مشتركة بين الكويت وبريطانيا وبيرو، للوقوف على أوضاع هذه الأقلية المنكوبة وتسليط الضوء على معاناتها، وتأكيد رفض المجتمع الدولى للممارسات الوحشية التى تتعرض لها هذه الأقلية.
وأكد الجارالله أن الكويت ستعمل خلال عضويتها داخل مجلس الأمن الدولى للعامين 2018-2019، بكل جهد لإيلاء هواجس العالم الإسلامى أهمية خاصة.
وقال الجارالله: "إن الكويت التى حظت بتأييدكم لنيل مقعدها غير الدائم فى مجلس الأمن، ستعمل وبكل جهد لإيلاء هواجس عالمنا الإسلامى أهمية خاصة، بإعطائها الأولوية لمواجهتها بالتعاون مع الدول الصديقة فى المجلس، فى مسعى يهدف إلى تبديد تلك الهواجس، ومواجهة التحديات، وتعزيز دور مجلس الأمن فى صيانة الأمن والسلم الدوليين".
وأشار إلى أن الاجتماع ينعقد وسط مواجهة المحيط الإسلامى أحداثا متصاعدة وتحديات جسيمة وأزمات وكوارث طاحنة، تتطلب بحثا مستفيضا ونقاشا موسعا لمواجهتها، وفى مقدمتها استمرار التشويه غير المسبوق للدين الإسلامى الحنيف؛ وذلك من قبل مجاميع إرهابية توشحت برداءه ومارست أعمالها الإجرامية البشعة، لافتا إلى أنه على الرغم مما حققه العالم أجمع من انتصارات ضد تلك المجاميع والتنظيمات الإرهابية، إلا أن خطرها لا يزال يهدد أمن المنطقة والعالم أجمع، وهو ما يتطلب استمرار التعاون مع المجتمع الدولى للقضاء على هذه الآفة الخطيرة.
وشدد الجارالله على ضرورة البحث فى سبل تعزيز العمل الإسلامى المشترك؛ لمواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التى يواجهها العالم الإسلامي، نظرا لأن جسامة التحديات وعظم المخاطر، تتطلبان عملا وجهدا مشتركين لمواجهتها.
وكانت أعمال الدورة الـ45 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى انطلقت فى وقت سابق اليوم السبت تحت شعار (دورة القيم الإسلامية من أجل السلام المستدام والتضامن والتنمية)، بحضور رئيسة وزراء بنجلاديش حسينة واجد، فيما يرأس وفد الكويت نائب وزير الخارجية خالد الجارالله.
يذكر أن جدول أعمال الدورة الحالية للمجلس يحفل بالكثير من الموضوعات التى تتعلق بالعمل الإنسانى المشترك وتعزيزه، كما تتضمن هذه الدورة عقد انتخابات لاختيار الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية.