أكد رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع، أنه سيستغل موقفه القوى للضغط من أجل وضع سلاح "حزب الله" تحت سيطرة الحكومة والقضاء على الفساد فى الدولة المثقلة بالديون، مشيراً إلى أن حزب القوات، الذى ضاعف عدد نوابه تقريباً فى الانتخابات التى جرت فى السادس من مايو الجارى يتوقع تحويل هذه المكاسب إلى نفوذ أكبر في حكومة ائتلافية جديدة.
وشدد "جعجع"، فى مقابلة مع رويترز، على وجوب تمثيل حزب القوات اللبنانية فى الحكومة العتيدة "تبعاً لحجمنا الجديد ولتمثيلنا الشعبي فنحن لدينا الآن في الحكومة الحالية أربعة وزراء وحكماً من بعد الانتخابات النيابية يجب أن يزيد العدد"، لافتاً إلى أن "القوّات" من حقه الحصول على واحدة من الحقائب السيادية.
وتابع: "إن النتيجة التي حققناها في الإنتخابات النيابية ستنعكس حكماً على الوضع السياسي في لبنان لجهة تأثير "القوات اللبنانية" في السياسة اللبنانية حيث سيصبح هذا التأثير أكبر كما مساهمة "القوات" في المجلس النيابي ستصبح أكبر، واستطرادا مساهمتها في الحكومة اللبنانية ستصبح أكبر، وبالتالي هذا النجاح في الانتخابات يؤثر باتجاه مزيد من السيادة للدولة اللبنانية من جهة ومزيد من دولة فعلية خالية من الفساد من جهة أخرى".
وأوضح جعجع أنه "لا شك فى أن هناك صعوبات أمام تشكيل حكومة جديدة إلا أن هناك نوايا حسنة عبّر عنها معظم الافرقاء في لبنان باعتبار أن هناك حاجة ملحة للإصلاح الاقتصادى"، داعياً لـ"ألا يستغرق تشكيل الحكومة وقتاً طويلاً".
وأعلن جعجع أن حزب "القوّات اللبنانيّة" يتّجه إلى تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة، وقال: "لدينا أولويتان: الأولى أن تسترجع الدولة كل صلاحياتها ويصبح بالتالي كل السلاح تحت إمرة الجيش اللبناني مثلما مفترض أن يكون في كل دولة. والأولوية الثانية التي توازيها أهمية هي حسن إدارة الدولة بمعنى أن يكون هناك إدارة فعلية للدولة وتكون هذه الإدارة من دون فساد وصفقات وكل ما سمعنا عنه في المرحلة الماضية".
وجدد التأكيد بأن "لبنان بحاجة ماسة إلى حكومة جديدة بالفعل لكي تتصدى للفساد، معتبراً أن "الجميع أدرك الآن أن القارب ممكن أن يغرق بكل من فيه لذلك أعتقد أننا في مرحلة جديدة، وسنضع كل جهدنا لتكون الحكومة الجديدة جديدة بالفعل بأغلبيّة وجوهها، باعتبار أنه إذا ما أتت الحكومة الجديدة نوعاً من استمرارية للحكومة الحالية فهذا سيكون بمثابة إشارة غير جيدة للاقتصاد والأعمال والمالية العامة فى الدولة".
وتابع: "سنضع كل جهدنا إن كان مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي بدأنا معه هذا الجهد ومع الكتل النيابية الأخرى لكي تكون الحكومة العتيدة جديدة بكل ما للكلمة من معنى حيث تأتي باشخاص جدد ووجوه جديدة وبمنهجيّة عمل جديدة وعندها فقط يمكننا أن نتأمل بالحصول على نتائج أفضل من التي حصلنا عليها في السنتين الماضيتين".
ونفى جعجع أن يكون "حزب الله" قد خرج أقوى من الانتخابات، قائلاً: "إن "التيار الوطني الحر" ليس حليفاً حقيقياً للحزب وإن دعمه لسلاحه كان كلامياً كما أن العلاقة القائمة الآن بين "التيار الوطنى الحر" و"حزب الله" هي علاقة عادية لا أكثر باعتبار أنهما ليسا في حالة خصام سياسى ولكن أيضا ليسا بحالة تحالف سياسى فعلى".
ورداً على سؤال حول سلاح حزب الله، قال جعجع: "إن أول خطوة سنطرحها آنياً ومرحلياً إذا سلمنا ببقاء سلاح "حزب الله" هي: لماذا لا يكون قرار استعمال هذا السلاح عند الحكومة اللبنانية خصوصاً وأن "حزب الله" ممثل في الحكومة؟ وهذا ما سندفع باتجاهه وسنسعى بكل قوتنا للوصول إليه في حين أنني أرى أن الأمل ضعيف في التوصل إلى تفاهم مع "حزب الله" في هذه المسألة لأن موقفه فيها يقارب الموقف الأيدلوجي وليس موقفاً سياسياً".