عقد المركز الملكى الثقافى، بالمملكة الأردنية الهاشمية، جلسة بعنوان "مكانة القدس فى الإسلام" ضمن فعاليات المجلس العلمى الهاشمى السابع والثمانين، لبحث تطورات الوضع فى فلسطين.
حضر الجلسة الأمير الحسين بن عبدالله الثانى، ولى عهد اللملكة الأردنية، مؤكدا أهمية الندوة وأن القدس أمانة فى أعناقنا جميعا، وأن الانتهاكات التى تحدث بحق المدينة المقدسة وأهلنا فى غزة هى جريمة بكل المقاييس والأعراف.
وأضاف ولى العهد، فى تعليق له عقب حضوره الجلسة، أن الأردن سيظل السند والظهير لفلسطين وأهلها على الدوام وستظل القدس عربية أبية.
من جانبه طالب الدكتور محمد البشارى، أمين عام الؤتمر الإسلامى الأوروبى، بزيارة القدس دعما لها ضد ما تواجهه من تهويد، قائلا: إنى لأرى بأن الزيارة الآن واجب دينى وسياسى واقتصادى على كل مسلم، وقد عاد الجدل العقيم حول مسألة زيارة المسجد الأقصى ما بين التحريم والإجازة وانقسم المسلمين كعادتهم الأزلية عبر العصور؛ إلى فريقين حول الزيارة، مضيفا أن المفارقة أن كلا الفريقين يملكان نفس الحجة ألا وهى الدفاع عن المسجد الأقصى ونصرة فلسطين.
وأضاف البشارى، أن الرئيس محمود عباس استشعر الخطر فجدد دعوته للعرب لزيارة القدس المحتلة دعما للقضية الفلسطينية، وكاد أن يتحول إلى داعية إسلامى بالوعظ وتفسير الآيات.
ولفت البشارى، إلى أن الفريق الأول الذى يرى جواز زيارة القدس تحت الاحتلال الصهيونى، فيه كوكبة من العلماء أبرزهم مفتي الديار المصرية الأسبق د. علي جمعة، ووزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية الدكتور هايل داود ومعه أغلب وزراء الأوقاف العرب والمسلمين و الشيخ "أحمد حسين" مفتي فلسطين والشيخ عبد الله بن بيه، والعلامة محمد سعيد رمضان البوطى، ومفتي فلسطين الشيخ محمد أحمد حسين وعلماء أوروبا وأغلب علماء العصر ودعاتها منهم الحبيب علي الجفرى. وأتشرف بتأييد هذا الموكب المحترم وأؤكد معهم على موقف الزيارة الشرعية من قبل المسلمين فى كافة انحاء العالم، واعتبرها قضية ذات أولوية وأهمية قصوى اليوم، من أجل دعم وجود إخواننا المقدسيين، وتأكيد التلاحم معهم. حيث تبين أحقية المسلمين فى هذا المكان المقدس والتصدى للروايات الاسرائيلية التى تريد تهويده ، واعطائه تسميات مزيفة، مثل جبل الهيكل وغيرها من الأسماء، لكن قرار اليونسكو الأخير فند هذه الأكاذيب الصهيونية.
وقال البشارى: لقد باتت فى الواقع زيارة المسجد الأقصى أكثر وجاهة من أى دعم سياسى واقتصادي فهى دعم كبير لصمود القدس وأهلها وتقلب الأوراق على طاولة الصهاينة وتجعلهم أمام رهان إسلامى دولى حيث كما شكل اليهود بجنسياتهم المتعددة تحدي دولهم الأصلية التي دافعت عن حقوق مواطنيها فاغتصبوا الأرض بتصويت دولهم فى الجمعية العامة بالأمم المتحدة سيشكل مسلمو العالم أكبر حجة للشعب الفلسطينى حيث يبلغ عدد جنسيات مسلمى دول خارج العالم الإسلامى أكثر من 550 مليونا وهم قوة إضافية مؤثرة لنا ضد المخطط الشيطانى للصهيونية العالمية التى ثبت بقرار من الأمم المتحدة أنها فكر عنصرى بغيض. فالقدس حالياً في وضع خطير للغاية ، فالحفريات على قدم وساق تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك تسببت بانهيارات فى ساحاته ، وتصدعات فى أعمدته وجدرانه وبالأخص الجدارين الجنوبى والشرقى ، حتى الأتربة والصخور التى يقوم عليها أزالتها إسرائيل وفتحت شبكة من الأنفاق أسفله فأصبح الآن معلّقاً فى الهواء ، وتراهن إسرائيل على هزة أرضية أو ستصطنع زلزال ليهدمه تلقائياً فتقيم الهيكل مكانه.
واستكمل البشارى: آن الأوان لرفع الحصار ومعرفة واقع القدس التي عزلت عن محيطها الفلسطيني والعربى والاسلامى والمسيحى بقرار إسرائيلى محض، وهي تعتمد فى اقتصادها على أبناء فلسطين، تصب أسواقها فى شرايين المدينة، فحينما تقطع هذه الشرايين عن القلب، فالنتيجة حتمية التى يريدها اليهود وهى أن تموت القدس.