على طول الطريق من مخيم اليرموك، إلى أطراف حى الحجر الأسود فى جنوب دمشق، يطغى مشهد الدمار على أبنية استحالت أكوام ركام يتنقل بينها جنود سوريون منهكون ولكن مبتهجون، بعد حسم معركة مضنية يأملون أن تعيد الامن الى دمشق.
بعد وقت قصير على إعلان الجيش سيطرته على المنطقة، كانت أعمدة الدخان لا تزال تتصاعد من آخر الأحياء التى تحصن فيها الجهاديون وخاضوا آخر المواجهات ضد الجيش، بينما ألسنة النيران لا تزال مشتعلة داخل عدد من السيارات والأبنية، بحسب ما شاهد مراسلون لوكالة فرانس برس.
وشاهد فريق فرانس برس خلال جولة نظمتها وزارة الاعلام فى المخيم الابنية والمنازل المدمرة الشاهدة على ضراوة المعارك التى شهدها المخيم على مدى سنوات الحرب، وخصوصا منذ سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليه، والتى ترافقت مع قصف جوى ومدفعى عنيف، وحالت أكوام الركام وسط بعض الشوارع دون دخول السيارات أو عبور المشاة اليها.
وبدت ملامح التعب والارهاق على وجوه عدد من العسكريين الموجودين فى المكان، وقد افترشوا الأرض وغطى الغبار ثيابهم ووجوههم، بينما سالت الدماء من يد أحدهم، لكن على الرغم من التعب، كان آخرون يطلقون النار فى الهواء احتفاء بالنصر، وغيرهم يرفع شارة النصر.
فى شارع الثلاثين الذى يلفه الدمار، قال الملازم فى الجيش السورى محسن اسماعيل (22 عاماً) لوكالة فرانس برس "هذه آخر معركة فى الشام. أشعر أننى فرح للغاية".
وأضاف الشاب الذى انضم الى الجيش قبل عام "ستعود الشام كما كانت. سننسى أيام القذائف والدم ان شاء الله، النصر سينسينا كل شيء".