عقدت بمقر سفارة اليمن بالقاهرة ندوة ثقافية بعنوان "اليمن..آفاق المستقبل"، وذلك فى إطار احتفالات اليمن بالذكرى الثامنة والعشرين لأعياد الوحدة اليمنية، كما شارك بالندوة وزراء السياحة محمد عبد المجيد قباطى والمغتربين علوى بافقيه والثقافة مروان دماج وحقوق الإنسان محمد محسن عسكر وممثلون عن مختلف القوى السياسية اليمنية ومثقفون وإعلاميون مصريون ويمنيون.
وفى كلمته هنأ الدكتور محمد على مارم سفير اليمن بالقاهرة الحاضرين بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرون لأعياد الوحدة اليمنية، ناقلاً تهانى كافة أعضاء البعثة الدبلوماسية للقيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدربه منصور هادى بهذه المناسبة العظيمة.
وقدم مارم الشكر والتقدير لكل المشاركين من مختلف الجهات الإعلامية والثقافية من جمهورية مصر العربية، مؤكداً أن هذا يأتى فى سياق العلاقات المتينة والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين .
واستعرض السفير محمد مارم ما تقدمه السفارة من رعاية لكافة اليمنيين المتواجدين فى مصر من المقيمين والزائرين والدارسين وأعضاء الجالية، مستعرضًا أنشطة وتوجهات السفارة اليمنية خلال الفترة المقبلة، سواء المتواكبة منها مع احتفالات بلادنا بالعيد الوطنى للوحدة اليمنية أو تلك المتواكبة مع تطورات الأحداث فى بلادنا.
وأكد مارم، أهمية التمسك بالمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية والمتمثلة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطنى والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرار الدولي 2216 فى المضى نحو أى تسوية سياسية، وصولاً إلى تحقيق التغيير المنشود من قبل الشعب اليمنى والمتمثل فى بناء اليمن الاتحادى الجديد الذى كانت بلادنا تمضى فيه قدماً تحت قيادة الرئيس هادى قبل أن تنقلب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على المسار السياسى محاولةً إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، والتى تحطمت أحلامها ومشاريعها الصغيرة على صخرة التحالف العربى الداعم للشرعية الدستورية.
وخلال الندوة أكد وزير الثقافة مروان دماج، أن الوحدة اليمنية كانت دائماً أولوية وطنية لدى مختلف القوى السياسية اليمنية وقدم من أجلها الكثير من أبناء شعبنا تضحيات كبيرة في سبيل تحقيقها .
وقال وزير الثقافة، إن المشروع الوحيد الذى لا يعتبر قفزة فى الظلام والذى يمتلك ممكنات ومقومات النجاح هو مشروع اليمن الاتحادى فى دولة فيدرالية تؤمن الحقوق وتحترم المصالح والتنوع الاختلاف وتنفتح على العمق العربى فى الجزيرة والخليج.
من حانيه تحدث وزير السياحة الدكتور محمد عبدالمجيد قباطى، عن السياق التاريخى للوحدة اليمنية التى ناضل من أجلها اليمنيون باعتبارها مطلباً شعبياً وسياسياً، مؤكداً أن تصحيح مسار الوحدة الذي قاده الرئيس هادي من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو المشروع الأنسب والقادر على العيش والنجاح في ظل التوافق الوطني والاقليمي والدولي الذي حصل عليه هذا المشروع.
وأضاف الوزير قباطي، أنه مهما حاول بعض أصحاب المشاريع الصغيرة الانقلاب على هذه التوافقات فإنهم لن يتمكنوا من إيقاف الإرادة الشعبية والتوافق الوطني الغير مسبوق لهذه المرجعيات.
ومن جانبه، استعرض وزير حقوق الإنسان محمد محسن عسكر أبرز الانتهاكات الحوثية خلال فترة منذ بداية الانقلاب الميليشاوي المدعوم من ايران وحتى الآن، وأشار عسكر إلى أن ما تتعرض له منظومة الحقوق والحريات على يد هذه الميليشيات يصل إلى جرائم الحرب ضد الإنسانية.
ودعا عسكر كافة القوى الوطنية المضادة إلى الانقلاب للالتفاف حول مشروع اليمن الاتحادى الذي يقوده الرئيس عبدربه منصور هادى، والذى رسمت ملامحه مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى.
كما تحدث في الندوة كل من علي الصراري عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، ومحمد يحيى الصبري عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصرين والقياديان في حزب المؤتمر الشعبي العام عادل الشجاع وعبدالإله أبو غانم وحمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة.
وتحدث عن المشاركين المصريين مصطفى عنبر نائب مدير التحرير في صحيفة انفراد، وأسماء الحسيني مسئولة الشئون العربية فى صحيفة الأهرام والناقد والكاتب أسامة عبدالمنعم والشاعر والناقد ناجى عبدالمنعم .
وأكدت جميع المداخلات على رمزية الوحدة اليمنية وما تحمله من دلالات وطنية وعربية للشعب اليمني وبقية الشعوب العربية باعتبار الوحدة اليمنية كانت ولا زالت لبنة أولى على طريق الوحدة العربية الشاملة، فاليمن لا يمكن أن يكون إلا جزءاً من محيطه الإقليمي والعربي ولا يمكن القبول بأي مشاريع تخرج اليمن عن وضعه الطبيعي، وأكد الجميع أن إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة هي الخطوة الأولى لاستعادة الوضع الطبيعى، وأن تحقيق الشراكة الوطنية لا يمكن أن يتم في ظل بقاء السلاح خارج إطار سلطة الدولة ومؤسساتها.
هذا وقد تخلل الندوة التي حضرها عدد من القيادات السياسية اليمنية والعربية وعدد كبير من أبناء الجالية اليمنية في مصر العديد من الفقرات الغنائية الوطنية.