قال المجلس الوطنى الفلسطينى، إن الولايات المتحدة الأمريكية باتت شريكة للاحتلال الإسرائيلى فى جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطينى خاصة بعد حمايتها له أمس فى مجلس الأمن الدولى.
وأضاف المجلس - فى بيان صحفى صدر عن رئيسه سليم الزعنون، اليوم السبت - أن من يعرقل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى التى طالب بها مشروع قرار تقدمت به الكويت أمس فى مجلس الأمن الدولى يعتبر شريكا كاملا لهذا الاحتلال الإرهابى فى كل ما يقوم به من قتل واعتقال واستيطان استعمارى وعدوان على المقدسات ومصادرة الأراضى وحصار قطاع غزة.
وشدد المجلس الوطنى الفلسطينى على أن حماية الاحتلال الإسرائيلى من المساءلة التى تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية شجعته للإيغال فى الدم الفلسطينى من اغتيالات وارتكاب مجازر وعدوان على المدنيين والطواقم الطبية وآخرها اغتياله للمسعفة رزان النجار التى كانت تقوم بواجبها الإنسانى فى إسعاف الجرحى شرق خان يونس، وهى من المفترض أن تكون محمية بحكم وظيفتها وطبيعة عملها.
ودعا المجلس إلى تحويل طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطينى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند (متحدون من أجل السلام) باعتبار أن ما تقوم به إسرائيل قوة الاحتلال الغاشم ضد أبناء الشعب الأعزل من جرائم متواصلة تشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين، وتنذر بتفجير الوضع فى المنطقة.
وناشد المجلس الوطنى الفلسطينى كافة المؤسسات الدولية والبرلمانات العالمية الخروج عن صمتها، ومقاطعة الاحتلال الإسرائيلى ومحاصرته وعزله وإدانة جرائمه، والعمل على محاسبته وضمان عدم تكرار جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطينى، وصولا لإنهاء الاحتلال ونيل الشعب حقوقه كاملة فى الحرية والاستقلال والعيش فى دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو عام 1967.
المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر تدين الاعتداءات على المسعفين الفلسطينيين
ومن جهتها، أدانت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، الصمت الدولى عن الجرائم فى حق الإنسانية جراء الاعتداءات المشينة والمتكررة التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلى، حيث أطلقت النار على 5 مسعفين بينهم المسعفة الشابة رزان أشرف النجار، البالغة من العمر 22 عاما، والتى فارقت الحياة إثر إصابتها خلال إسعافها مصابين فى مخيم العودة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100 شاب فى مسيرات سلمية يوم أمس الجمعة بينهم 40 بالرصاص الحى، فيما أصيب الباقى بحالات اختناق وإصابات مختلفة نتيجة إطلاق قنابل الغاز، وذلك حسب إحصاءات وتقارير ميدانية مباشرة حصلت عليها الأمانة العامة للمنظمة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، اليوم السبت، أن الأمانة أعربت، فى بيان، عن استغرابها من استمرار الصمت المخيب للآمال وعدم تحمل المسؤولية الدولية من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى والمنظمات الدولية المعنية، مجددة دعوتها لأعضاء الحركة الدولية وشركائها الإنسانيين كاللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى جانب جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية فى العالم بالتدخل العاجل والتحرك الفورى من أجل ردع سياسات الاحتلال الإسرائيلى بالأراضى الفلسطينية المحتلة والتوقف الفورى عن تلك الانتهاكات والتجاوزات الخطيرة التى لم تحترم الإنسانية والمسعفين والمتطوعين الذين يهبون لحماية وإسعاف المدنيين الأبرياء ضحايا هذه الاعتداءات الجسيمة.
وأشارت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر، بصفتها مظلة لإحدى وعشرين جمعية ومنظمة وهيئة عربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر فى واحد وعشرين بلدا عربيا، الى أن تلك الاعتداءات السافرة المتكررة تمثل جرائم حرب صريحة تنتهك مبادئ القانون الدولى الإنسانى الذى يدعو ضمن قواعده الإنسانية إلى تأمين العناية بالجرحى والمرضى والمصابين وأهالى الأسرى خلال الأعمال الحربية، فضلا عن الحالات المدنية وعدم التعرض بالأذى بأى حال من الأحوال لأفراد ومنشآت ووسائط النقل ومعدات الخدمات الطبية والإسعافية وعمال الإغاثة والمتطوعين معهم ، واحترام إشارتى الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأكدت أن هذه الانتهاكات فى حق الطواقم الإسعافية تتنافى مع الأعراف الدولية واتفاقيات هذا القانون الذى تنص المادة 20 فيه على وجوب احترام وحماية الموظفين العاملين فى إدارة وتشغيل المستشفيات، بمن فيهم طواقم الإسعاف والممرضين والمسعفين الذين يقومون بنقل وإخلاء الجرحى من أماكن العمليات ذات الطابع العسكرى، كما تنص المادة 23 إلى الالتزام بكفالة حرية مرور جميع إرساليات الأدوية والمهمات الطبية .
وقد عزز البروتوكول الإضافى الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1949، والمتعلق بضحايا المنازعات المسلحة الدولية، آليات حماية رجال المهمات الطبية، وتسهيل عمليات نقل الجرحى والمصابين فى مناطق الأعمال الحربية، وكرس ضرورة حمايتهم وعدم التعرض لهم بأية أعمال تسبب لهم الأذى والضرر، ونددت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بتلك الانتهاكات فى حقوق المدنيين بشكل عام والممارسات الوحشية الهمجية التى أسفرت عن الاعتداءات المتكررة على طواقم ومركبات الجمعية التى تتمثل مهمتها الانسانية النبيلة فى إنقاذ أرواح المدنيين والأبرياء وتقديم الخدمات الإسعافية لهم.
وأبدت المنظمة قلقها من تحول تلك الاعتداءات الصارخة إلى وضع يصعب إيقافه فى استهدافه للمدنيين الأبرياء فى ظل صمت الجهات الدولية المعنية مع تفاقم وتكرار استهداف موظفى ومسعفى الجمعية ومتطوعيها الذين يعملون ليل نهار لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة فى ظل هذه الظروف العصيبة ورغم ما يتعرضون له من مخاطر جسيمة.
وطالبت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر باحترام العمل الإنسانى الذى تقوم به جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى "عضو المنظمة" وضمان سلامة متطوعيها من المسعفين ووصولهم إلى الأبرياء من الجرحى والمصابين الذين هم فى أمس الحاجة إلى إسعافهم بشكل عاجل ، وحمّلت المسؤولية الكاملة فى هذا الشأن على سلطات الاحتلال الاسرائيلى التى يجب ردعها قبل أن تستفحل اعتداءاتها وتجاوزاتها فى حق الإنسانية.