استعادت مدينة طرابلس اللبنانية الوجه الجمالى والحضارى المعروف عنها كمقصد سياحى وتجارى شهير، بعد أن تدخل الجيش اللبنانى لإزالة التعديات والتجمعات التجارية العشوائية التى لطالما أساءت إلى صورة المدينة، علاوة على تنظيم أماكن التجمعات وانتظار السيارات ومسارات تحركها، فتزينت الأسواق والمحال والمؤسسات استعدادًا لفترة الأعياد لتعود المدينة إلى سابق عهدها وجمالها.
وذكرت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام - فى تقرير إخبارى - أن الأوضاع فى المدينة خلال السنوات السابقة شهدت انفلاتًا من الضوابط كافة فى الأسواق التجارية والحركة التنظيمية، وانعكس هذا الأمر على الأوضاع العامة والمعيشية وحركة التجارة فى المدينة على نحو تسبب فى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراكم الديون على التجار، وأشارت الوكالة اللبنانية إلى أنه مع بداية شهر رمضان الحالى، تحرك الجيش - الذى يعمل على حفظ الأمن فى المدينة - بمبادرة منه وفى خطة فعالة فى أسواق المدينة منفذًا حملة أزال خلالها التعديات و"البسطات غير المرخصة" التى سبق أن اشتكى منها التجار على مدى سنوات، إذ أنها من أبرز أسباب المنافسة غير المنطقية للمؤسسات التجارية فى المنطقة.
وعلى مدى أكثر من أسبوعين عمل خلالها الجيش اللبنانى بصورة يومية مكثفة مستفيدًا من رغبة حقيقية لدى أبناء المدينة والأسواق فى حياة أفضل للتجارة المحلية، أزيلت البسطات مع ما كان يستتبعها من ظروف قاسية للحركة التجارية ومن مضايقات سببها المشرفون على البسطات، وبذلك أمكن للأسواق أن تعيش أجواء أفضل، وأن تظهر التحضيرات للعيد، وبدا ملفتًا مساهمة المجتمع المدنى اللبنانى فى تحسين الأوضاع بالمدينة، حيث ساهمت جمعية (العزم والسعادة) فى أعمال الترتيب والتزيين، فبرزت جمالية الجوانب التراثية، كما أضفت الإنارة المتناسقة التى زينت المحال والمؤسسات رونقًا وجمالًا، وبدت أسواق طرابلس كما كانت أصلًا عروسًا للتسوق فى مواسم الأعياد وغيرها.
وأشادت الوفود الصحفية والإعلامية - ومن بينهم مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب التى زارت المدينة عقب أعمال الجيش باستعادة النظام والانضباط - بالجهد الاستثنائى والتغييرات الإيجابية التى استعادت معها المدينة وأسواقها الطابع الجمالى والأثرى، من جانبه، قال رئيس جمعية تجار لبنان الشمالى أسعد الحريري: "هناك من أضاء شمعة فى أسواق المدينة وتحديدًا السوق العريضة، فهناك المشروع التأهيلى الذى قامت به جمعية العزم والسعادة وهو بمثابة استثمار جيد فى الأسواق، إلى جانب مشروع آخر مشابه فى سوق القمح فى التبانة".
وأضاف "نحن اليوم نقطف ثمرة هذا الاستثمار النافع، كما أننا شهدنا خطة حازمة مفيدة شارك فيها الجيش اللبنانى مع جهة إزالة البسطات، هذا المطلب قديم العهد فى الأسواق، ونفذ الجيش هذه الخطوة ونحن بذلك أمام تحقيق جملة خطوات فى وقت واحد، فمن جهة غابت الفوضى واتسعت الطرق وعاد لكل تاجر خصوصيته من دون منافسة غير مشروعة أو على القطعة، ونرى جيدًا أن تأهيل السوق جعلها تظهر بشكل أفضل، وانعكست خطة تزيين السوق بفعالية، بالإضافة إلى كل ذلك، يشكل وجود الانضباط فى الأسواق خطوة إضافية مهمة تخدم التجارة فيه".
واختتم أسعد الحريرى، حديثه، "من هنا ندعو الناس فى طرابلس والشمال وكل لبنان عشية عيد الفطر إلى أن يتوجهوا إلى أسواق طرابلس ليشاركوا فى إحيائها ونشاطها، إذ إننا أمام أسواق مختلفة تمامًا، لا بل أمام دفعة أولى من استثمار حقيقى لواقع وأسواق وميزات طرابلس، لكننا نتطلع إلى تتمة مفيدة ومنتجة بشكل أفضل وهذه مسئولية جامعة".