أكد السفير جمعة مبارك الجنيبى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن عملية تحرير ميناء "الحديدة" ذا الأهمية الاستراتيجية من جانب قوات التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية جاءت بناءً على طلب من الحكومة اليمنية الشرعية، واستنادا إلى قرارات مجلس الأمن الدولى من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى الميناء بما يسهم بشكل كبير فى تخفيف آثار الأزمة الإنسانية فى اليمن، إضافةً إلى إعادة الزخم إلى العملية السياسية المتوقفة حاليا.
وأشار السفير الجنيبي، فى تصريح، اليوم الخميس، إلى أن تحرير الميناء سيشكل ضربة قاضية للمليشيات الحوثية التى تستخدمه لجميع الأعمال غير المشروعة ويقطع شريان إمدادها بالأسلحة الإيرانية التى تستخدمها ضد الشعب اليمني، فضلاً عن أن تحرير الميناء يعد خطوة مهمة للغاية من أجل توسيع رقعة الشرعية واستعادة أمن الملاحة وتجفيف منابع التهريب للمليشيات الموالية لإيران.
وحذر سفير الإمارات بالقاهرة، من استغلال مليشيات الحوثى ميناء الحديدة لإطالة أمد الحرب خاصة فى ضوء استخدام الميناء فى تهريب الأسلحة والصواريخ البالستية الإيرانية إلى داخل الأراضى اليمنية لاستهداف وتهديد أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكدا فى الوقت ذاته الآثار الإنسانية الكارثية التى ترتبت على سوء إدارة الحوثيين للميناء، فضلاً عن استمرار استيلائهم على المساعدات الإنسانية الواردة إليه وتوزيعها على المليشيات الحوثية وبيع الكميات المتبقية فى السوق السوداء بما يفاقم من الأزمة الإنسانية التى تحاول قوات التحالف العربى التخفيف من حدتها بكافة السبل الممكنة.
وأضاف السفير: على الرغم من جهود الأمم المتحدة منذ أكثر من عام للتفاوض من أجل التوصل إلى حل لقضية ميناء الحديدة، إلا أن المليشيات الحوثية قد أعلنت مرارا وتكرارا رفضها للمقترحات الأممية بتسليم الميناء إلى طرف ثالث، مؤكدا أنه فى ضوء استمرار رفض الحوثيين قبول أى حل سياسي، لم يعد أمام قوات التحالف العربى المدافعة عن الشرعية فى اليمن خيار سوى اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب اليمني، ورغبة فى إعادة الأمن والاستقرار الغائبين بسبب ممارسات الميلشيات الحوثية فى الأراضى اليمنية.
وأوضح سفير الإمارات لدى مصر، أن هناك أهمية لاستعادة قوات التحالف العربى ميناء الحديدة الذى يعد آخر الموانئ المتبقية بأيدى الحوثيين بعد استعادت ميناءى "المخا وميدي" وهو أيضا حلقة الوصل البحرى مع إيران وباستعادته وطرد مليشيات الحوثى منه ينهى تهديداتهم للملاحة البحرية فى باب المندب وهو ما يصب فى مصلحة التجارة العالمية، كما سيساهم بشكل كبير فى إحداث تغيير واضح فى موازين القوى على الأرض، مما يعيد الزخم مرة أخرى إلى المفاوضات السياسية المتوقفة حاليا.
وأكد السفير الجنيبي، أن قوات التحالف العربى أعلنت التزامها التام بالتحرك مع المجتمع الدولى لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى بعد تحرير الميناء، مشيرا إلى قيام قوات التحالف العربى بإخطار هيئة الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإنسانية والإغاثية بالعمليات العسكرية من أجل ضمان أمن وسلامة موظفى تلك الجهات، إضافة إلى توفير الممرات الأمنية لهؤلاء الموظفين لخروجهم قبل البدء فى تنفيذ أى عملية عسكرية، مضيفا أن من أجل استمرار مراعاة البعد الإنسانى قرر التحالف العربى إطلاق عملية إغاثية واسعة النطاق لتلبية أى متطلبات أو احتياجات إنسانية فى أى منطقة يتم تحريرها من أيادى الحوثيين.
وأشار السفير الإماراتي، إلى أن عملية تحرير ميناء الحديدة تهدف إلى رفع كفاءته وقدرته التشغيلية بما يساهم فى استقبال المزيد من المساعدات الإنسانية وتوزيعها على الفئات المستحقة، وهو ما يصب فى النهاية إلى الضغط على الحوثيين من أجل التوصل إلى حل سياسى طويل الأمد للأزمة اليمنية.