أكد وزير الخارجية اليمنى خالد اليمانى، استمرار العمليات العسكرية فى محافظة الحديدة شمال غربى البلاد، حتى الانسحاب الكامل من قبل الحوثيين.
وشدد اليمانى – فى حوار أجرته معه صحيفة "السياسة" الكويتية اليوم الثلاثاء، على أن الباب مازال مفتوحا للسلام أمام الحوثيين، اذا انسحبوا من الحديدة وسلموها للشرعية، وذلك حسب مبادرة المبعوث الدولى مارتن جريفيثس، وإلا سيكون الخيار هو الاستمرار فى العمليات العسكرية.
وأوضح أن الهدف الأساسى من زيارة المبعوث جريفيثس إلى صنعاء، كان التركيز على ما أطلق عليه (مبادرة الحديدة)، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية أكدت فى بيان لها مساء أمس الأول الأحد، التزامها بالسلام المستدام وسعيها لتحقيقه، لكنه السلام الذى يقوم على أساس المرجعيات الثلاث، وهى المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني، خاصة القرار رقم (2216)، بالإضافة إلى تسليم الأسلحة والانسحاب.
وأضاف قائلا " فإذا قبل الطرف الانقلابى اليوم العودة إلى جادة الصواب، ويريد أن ينقذ اليمن من المآسى والكوارث التى أحدثتها عملياته العسكرية والتدمير الشامل لمقدرات الشعب اليمنى منذ انقلاب سبتمبر 2014، فالباب لا يزال مفتوحا، شريطة الانسحاب من الحديدة وتسليمها إلى الشرعية، وحينها ستستمر عملية الإغاثة الإنسانية بشكل طبيعي".
واستطرد اليمانى قائلا " أن المبعوث الدولى فى صنعاء، يحاول أن يقنع الطرف الانقلابى الحوثى بأنه لا جدوى من التعنت ومواصلة تدمير الحديدة؛ حيث قام الحوثيون بتلغيم الميناء بالكامل وبطريقة عشوائية، وهو ما يعرض الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر إلى خطر هائل، ويعد خرقا شديدا للقانون الدولى لا ينبغى السكوت عليه، مشددا فى الوقت نفسه على أن الطرف الحوثى فى كل لحظة، كان يرفض السلام ويفضل اللجوء إلى حالات الانتحار، والتى تعكس حقيقة أن الانقلاب باتت أيامه معدودة، وأن الشعب اليمنى سينتفض فى المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلاب".
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى من استعادة الحديدة، قال وزير الخارجية اليمنى أن الولايات المتحدة كانت ومازلت الداعم الرئيس لعمليات التحالف والحكومة الشرعية لاستعادة اليمن، وهزيمة المشروع التوسعى الإيرانى فى المنطقة، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكى لإدارة الرئيس دونالد ترامب، يعكس نضوج فى السياسة الدولية، وفهم عميق لمقتضياتها، وعدم الوقوف مكتوفى الأيدى أمام الدول المارقة.
وأضاف قائلا "وفى أوروبا، توجد بعض الدول التى تتفهم موقفنا وعملياتنا فى الحديدة، كما أن البيان الذى صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة يتفهم تعقيدات العملية العسكرية، ويركز على وجود اعتداء من قبل الحوثيين على السفن فى الممرات الدولية جنوب البحر الأحمر، وتعرضها لصواريخ تم تطويرها من قبل حزب الله لاستهداف الملاحة الدولية...ويجب أن تتوقف هذه الاعتداءات لضمان أمن الملاحة فى البحر الأحمر، ولكنها لن تتوقف بوجود الحوثيين مسيطرين على ساحل هذا البحر، والحديدة على وجه الخصوص، وستتوقف هذه الاعتداءات عندما تسيطر الحكومة الشرعية والدولة وتوفر الأمن والاستقرار للممرات الدولية".
وأشار اليمانى إلى أن بعض الدول فى مجلس الأمن الدولى تكيل بمكيالين، نظرا لوجود تهديد للملاحة الدولية من خلال ألغام تطلق بطريقة عشوائية فى الممر المائى الدولي، وهو ما يعد خرقا فاضحا للقانون الدولي، دون اى تحرك من المجتمع الدولى إزاء هذا الأمر، أو إصدار أى بيان عن الأمم المتحدة فى ظل استهداف السفن التجارية بالصواريخ، لكن الجميع يتحدث فقط عن إعاقة الإغاثة.
وأضاف أنه فى الوقت الذى تقوم فيه الحكومة اليمنية بدعم من التحالف بعمليات عسكرية فى الحديدة، فإنه توجد زيادة استثنائية للعمليات الإنسانية؛ حيث وصلت شحنات إغاثية لكل المناطق المحاذية لمناطق العمليات العسكرية، بل أن هناك سفنا إغاثية متواجدة حاليا من مركز الملك سلمان خارج ميناء الحديدة تحمل شحنات إغاثية وأدوية لتغطية الاحتياجات فى الحال.
وشدد وزير الخارجية اليمنى على أنه فى حالة نجاح المبعوث الدولى مارتن جريفيتثس فى إقناع الحوثيين، فستكون هذه خطوة إيجابية على طريق إجراءات بناء الثقة، وصولا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى قرار (2216).
وفيما يتعلق بوجود مغازلة أوروبية للايرانيين، قال اليمانى "قلنا والأمم المتحدة تقول، وهذا ليس سرا من خلال تقارير فريق الخبراء الخاص بلجنة العقوبات، أن إيران غير ممتثلة لمقتضيات المادة "14" من قرار مجلس الأمن رقم (2216) المتصل بإرسال أسلحة وصواريخ إلى الحوثيين فى اليمن، لإطالة أمد الحرب والاعتداء بهذه الصواريخ الباليستية على الدول المجاورة لليمن".
وأكد أن ايران هى المشكلة فى المنطقة واليمن، مشيرا إلى انه إذا اعتقد الحوثى أن إيران ستأتى لنجدته، فهو على خطأ، لأن إيران تتعرض اليوم لضغط دولى كبير تقوده الولايات المتحدة، واصفا طهران بالدولة (المارقة) التى لا ينبغى السكوت عليها، وإلا ستتحول إلى حالة مشابهة لكوريا الشمالية فى المنطقة، حسب قوله.
وأوضح اليمانى أنه حينما استهدفت المليشيات الحوثية المنشآت المدنية ومطار الملك خالد فى السعودية، صمت العالم ولم يحرك ساكنا، متسائلا عن ما سيحدث عندما تطور إيران صواريخها المتوسطة وبعيدة المدى وتمطر مطارات أوروبا؟ فهل ستسكت أوروبا؟، مشددا على أن أوروبا تغازل إيران وتريد الإبقاء على الاتفاق النووي، لأن هناك مصالح هائلة تريد الشركات الأوروبية أن تبقى عليها مع إيران، رغم أن إيران دولة مارقة وتمارس الإرهاب بتقييم الأمم المتحدة.
وحول وجود خلافات فى العلاقات العلاقات اليمنية – الإماراتية، قال وزير الخارجية اليمنى "لم تكن هناك سحابة ولا غيوم فى العلاقات بين الدولتين، وإنما قد تكون هناك تباينات فى الأداء العملى على الأرض فى عمل المؤسسات العسكرية الإماراتية، قد لا تتفق بشكل كامل مع نظيرتها المعنية فى اليمن، أو فى مكونات التحالف، وهذه التباينات تحدث فى كل الجيوش، ومثلت زيارة رئيس الجمهورية إلى أبوظبى خلال الأسبوع الماضي، ولقائه الشيخ محمد بن زائد، تأكيدا بأن تحالف استعادة الشرعية الذى تقوده السعودية، هو اليوم أقوى من أى وقت مضى، وعزمه لا يلين لتحقيق أهداف استعادة الشرعية فى الجمهورية اليمنية".