قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوى، إن الولايات المتحدة الأمريكية، أنهت الشروط الأساسية ومتطلبات أى حل سياسى للقضية الفلسطينية، وشددت على أنه لن يكون هناك اتفاق سلام دون الالتزام الراسخ بقرارات وقوانين الشرعية الدولية وبالتطبيق الفعلى لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان.
جاء ذلك خلال لقائها فى مدينة رام الله، اليوم الجمعة، وزير خارجية مالطا كارميلو أبيلا، والوفد المرافق له، بحضور رئيس المكتب التمثيلى لجمهورية مالطة روبن جاوتشى، حيث جرى باللقاء بحث آخر التطورات والمستجدات السياسية.
وأكدت عشراوى، بداية اللقاء، حسب بيان أصدرته، عمق العلاقات التاريخية التى تربط البلدين والشعبين الفلسطينى والمالطى، وأعربت عن تقديرها وشكرها للحكومة المالطية لدعمها المتواصل لدولة فلسطين فى المحافل والهيئات والمنظمات الدولية، وتصويتها مؤخرا لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى دعا إلى حماية الشعب الفلسطينى.
وجرى أيضا، مناقشة آخر التطورات الدولية والإقليمية، حيث تطرقت عشراوى، فى هذا السياق إلى انتشار ظاهرة الشعوبية والعنصرية والتعصب بجميع إشكاله على الصعيد العالمى وتداعيات هذه المواقف المتطرفة والمدمرة، وقالت "إن مثل الهجوم الممنهج على النظام العالمى وعلى التعددية يعكس ازدراء الإدارة الأمريكية للقانون الدولى والدولى الإنسانى ويسهم فى تدمير متطلبات السلام ويقود نحو مزيد من العنف والتطرف، الأمر الذى يتطلب وجود أشخاص فاعلين لمواجهة هذه التوجهات الهدامة والعمل بشكل جماعى لإحلال السلام العادل والدائم المستند على المبادئ والقوانين القائمة على حماية الضعفاء والمضطهدين ومحاسبة المعتدين".
كما تم التطرق للسياسات الأمريكية الأخيرة وتداعياتها وآثارها غير المسؤولة على المنطقة والعالم أجمع، بما فى ذلك اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، وتقويضها لحقوق اللاجئين الفلسطينيين عبر وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، ورفضها الاعتراف بـحدود العام 1967 وحل الدولتين، وإسقاطها مصطلح "احتلال" من قاموسها السياسي، ومحاولاتها إضفاء الشرعية على المستوطنات بأثر رجعى، وتحركاتها المناهضة للحق الفلسطينى فى المنظمات والهيئات الدولية بما فيها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت عشراوى، بهذا السياق، "لقد انهت "الولايات المتحدة الشروط الأساسية لأى حل سياسي، ناهيك عن ترتيبها وإعدادها لصفقة نهائية مشبوهة، وعملت بشكل حثيث على دعم ومساندة الائتلاف الحكومى الإسرائيلى المتطرف والعنصرى الأسوأ فى تاريخ إسرائيل، ومكنت الاحتلال وكافأته على انتهاكاته وجرائمه، واستخدمت جميع وسائل الضغط والابتزاز ضد الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة"، مشددة على أنه لن يكون هناك اتفاق سلام دون الالتزام الراسخ بقرارات وقوانين الشرعية الدولية وبالتطبيق الفعلى لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان، وفى نهاية اللقاء، تم استعراض الوضع الفلسطينى الداخلى، والتأكيد على أهمية إتمام المصالحة وترتيب البيت الفلسطينى الداخلى وإجراء الانتخابات الشاملة.