قدر البروفيسور باتريك جونسون، خبير مكافحة الإرهاب فى مؤسسة راند الأمريكية للدراسات الاستراتيجية، إجمالى الإيرادات المالية لتنظيم "داعش" الإرهابى نتيجة تهريب النفط بنحو 50 مليون دولار سنويا، وذلك برغم الهزائم التى منى بها التنظيم فى سوريا والعراق.
وجاء فى دراسة أشرف على إعدادها البروفيسير باتريك وعدد من باحثى "راند" التى تتخذ من واشنطن مقرا لها، أن "داعش" تتحصل شهريا على 4 ملايين دولار أمريكى نتيجة شبكة تهريب النفط المستولى عليه فى شمال العراق وشرق سوريا ويعاونها فى ذلك عملاء من المافيا الدولية ومسئولون فاسدون جندهم التنظيم قبل انسحابه من مدن العراق وسوريا الرئيسية نهاية العام 2017 ويشكل ذلك تراجعا نسبته 90% فى إيرادات داعش المالية.
وكانت داعش قد سيطرت على مناطق شاسعة من أراضى العراق وسوريا فى يوليو 2014 بما فى ذلك منشآت استخراج النفط وتصديره وهو ما كان يدر على داعش 40 مليون دولار أمريكى شهريا اعتبارا من العام 2015 الذى كان عام الذروة، وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأموال تستخدمها داعش فى تعزيز إعادة تموضعها فى مناطق جديدة فى العالم من بينها منطقة الصحراء الأفريقية وأفغانستان.
وتمتلك مؤسسة راند الأمريكية مركزا تنسيقيًا لمتابعة ورصد الجهود المبذولة على صعيد مكافحة تمويل داعش وذلك بالتعاون مع المراكز المشابهة فى بلدان التحالف الدولى المناهض لداعش والذى تقوده الولايات المتحدة، لكن الدراسة التى أصدرتها راند نبهت إلى ضرورة تعزيز برنامج "تايدال ويف – 2"، الذى تنفذه القوات المسلحة الأمريكية للحد من سيطرة داعش على مشروعات النفط فى سوريا والعراق نظرا لما حققه البرنامج من نجاح فى تفكيك ما تبقى من شبكات التحالف الشيطانية بين داعش والفاسدين من مسئولى النفط ومافيا التهريب والاتجار الدولى كوسيلة للإبقاء على مصادر تمويل داعش.