أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وجوب الدفع بآليات التعاون بين الدول العربية والصين، بما يسهم فى تحقيق المصالح العليا للجانبين ويعزز العلاقات التاريخية بينهما.
ودعا أمير الكويت – فى كلمة ألقاها صباح اليوم فى الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون العربى – الصينى المنعقد فى بكين، بحضور الرئيس الصينى شين جين بينج، ووزير الخارجية السعودى رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزارى العربى عادل الجبير، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط - إلى العمل مع الصين لتجاوز الأزمات التى تعيشها بعض الدول العربية؛ وذلك لما تمثله الصين من ثقل وتأثير دولى، والتزام صادق بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن العلاقات الاقتصادية بين الكويت والصين، تمثل مدعاة للبناء عليها لتحقيق المزيد؛ حيث بدأ البلدان فى الحديث عن مشروعات مستقبلية عملاقة، تجسد الشراكة الحقيقية بينهما، معتبرا أن التعاون الثنائى انطلاقا من اعتبار الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين للكويت، يمثل بعدا جوهريا فى العلاقة.
وأشار إلى أن التعاون الخليجى - الصينى البناء والمستمر، يمثل دعما قويا للتعاون المشترك فى الإطار العربى – الصيني؛ حيث تأتى المفاوضات المتعلقة بإقامة منطقة تجارة حرة بين دول مجلس التعاون والصين، كأحد أهم روافد هذا التعاون، مشددا على أن الظروف والأوضاع الصعبة، تدفع إلى الإصرار أكثر على تحقيق التقدم والنتائج الجيدة، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن هذا التعاون، سيحقق المشاورات السياسية والتنسيق حول القضايا والأزمات الراهنة، بما يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمى والدولي.
وأضاف قائلا "ندرك تماما أن هذا التعاون الذى مضى على تأسيسه ما يقارب العقد والنصف، لن يتحقق له النمو والاستمرار والوصول به إلى الغايات المنشودة من انطلاقة، ونحن نعيش فى ظل أوضاع متوترة وغير مستقرة فى وطننا العربي؛ حيث أن القضية الفلسطينية وهى قضيتنا المركزية الأولى لا زالت بعيدة عن دائرة اهتمام وأولويات العالم، رغم ما يمثله ذلك من تهديد للأمن والاستقرار علينا، ولا زالت الأوضاع المأساوية فى اليمن وسوريا وليبيا والصومال تدمى قلوب أبناء أمتنا العربية، لأن مصيرها لا يزال يقع ضمن دائرة المجهول، الأمر الذى يدعونا إلى التوجه إلى أصدقائنا فى الصين للعمل معنا، لنتمكن من تجاوز ما نواجهه من تحديات، وذلك لما تمثله الصين من ثقل وتأثير دولى والتزام صادق بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، حتى نستطيع معا الدفع بتعاوننا إلى الآفاق التى تحقق مصالحنا المشتركة، وتضمن لنا الاستمرار فى هذا التعاون".
وشدد امير الكويت على دعمه لسياسة الصين ومبدأ وحدة أراضيها، والتزامه الثابت بمبدأ الصين الواحدة، وكذلك دعم مساعيها لإيجاد حل سلمى للنزاعات على الأراضى والمياه الإقليمية، عبر المشاورات والمفاوضات الودية، وفق الاتفاقيات الثنائية، وعلى أساس اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وعن معدلات التبادل التجارى على المستوى الثنائي، أوضح أن الأرقام تؤكد أن الصين تحتل المركز الثانى لصادرات الكويت من النفط ومشتقاته، فى حين تبلغ قيمة الصادرات الكويتية غير النفطية إلى الصين ما يقارب 480 مليون دولار أمريكي، بينما تبلغ قيمة الواردات الصينية إلى الكويت ما يقارب 5 مليارات و100 مليون دولار أمريكي، فضلا عن حجم الاستثمارات الكويتية الضخمة فى السوق الصينية، فى حين يبلغ حجم التبادل التجارى بين دول مجلس التعاون والصين، نحو 127 مليار دولار، وهو رقم مرشح للزيادة، فى ضوء توسيع مجالات التعاون وتعزيزها.
وعلى مستوى التعاون العربى – الصيني، أشار أمير الكويت إلى أن حجم التبادل التجارى بين الدول العربية والصين، بلغ 191 مليار دولار لعام 2017، فى حين تتطلع الدول العربية إلى الشراكة الواعدة فى مشروع الحزام والطريق، لما يمثله من أهداف إستراتيجية وفرص غير محدودة للتعاون والربط، وتسهيل حركة النقل، ومضاعفة فرص الاستثمار، وتعزيز الاقتصاد العالمي.
ولفت إلى التعاون العربى - الصينى فى مجال الطاقة، من خلال إقامة مشروعات الاستثمار الكبرى فى مجال النفط والغاز الطبيعي، والاستفادة من الخبرات الصينية فى مجال الاستخدام السلمى للطاقة النووية والطاقة المتجددة.