أكد وزير الإعلام اللبنانى والقيادى فى حزب القوات اللبنانية ملحم الرياشي، وأمين سر تكتل لبنان القوى (الكتلة النيابية للتيار الوطنى الحر) إبراهيم كنعان، حرص الجانبين على المصالحة المسيحية المبرمة بين التيارين الأقوى والأكثر تأثيرا من بين الطوائف المسيحية داخل لبنان.
وقال "الرياشي" و"كنعان" فى تصريحات صحفية فى أعقاب جلسة خاصة دعا إليها البطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى – إن المصالحة قد تمت وما من رجوع إلى الوراء، مؤكدين حرص القوات والتيار على تثبيت المصالحة.
وأشار "الرياشي" إلى حرص الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية على المصالحة مع التيار الوطنى الحر ومدى أهميتها، مؤكدا أن الاختلاف بين التيارين هو اختلاف سياسى من الوارد حدوثه بين أى حزبين، وليس واردا من قريب أو من بعيد أن يكون له انعكاسات على واقع الحال على الأرض.
من جانبه، قال "كنعان" إن المصالحة بالنسبة للتيار الوطنى الحر "مقدسة وخط أحمر ولا عودة عنها".. مشيرا إلى أن هذا لا يعنى أن التيار والقوات حزب واحد، لافتا إلى أن الاختلاف السياسية وتنوع الآراء وتناقضها أمر وارد وطبيعي.
من جانبها، دعت البطريركية المارونية – فى بيان لها – الطرفين (القوات والتيار) إلى تأكيد المصالحة التى تمت بينهما، وعدم تحويل أى اختلاف سياسى بينهما إلى خلاف، والتشديد على أن تستكمل بالتوافق الوطنى الشامل.
وطالبت البطريركية الجانبين بوقف السجال الإعلامى الذى يشحن الأجواء ويشنجها على مختلف المستويات السياسية والإعلامية بما فيها شبكات التواصل الاجتماعى كافة، ودعوتهما إلى وضع آلية عمل وتواصل مشترك لتنظيم العلاقة السياسية بينهما تدوم، وألا تكون آنية ومرهونة ببعض الاستحقاقات، على أن تشمل جميع الفرقاء السياسيين من دون استثناء.
وأكدت ضرورة الاسراع فى تشكيل الحكومة وفق المعايير الدستورية، مشددة على أن التأخير يتسبب فى أضرار فادحة تطال عمل المؤسسات العامة والخاصة كافة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وكانت الساحة السياسية اللبنانية قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية سجالا سياسيا قويا وحربا تبادل فيها التياران المسيحيان الأقوى والأكثر تأثيرا فى لبنان (القوات والتيار الوطنى الحر) الاتهامات والتراشق السياسى بصورة عنيفة، على خلفية التنازع حول أحجام الحصص الوزارية وتوزيع الحقائب ونوعيتها بالحكومة التى يجرى تشكيلها حاليا.
ونشر حزب القوات اللبنانية قبل عدة أيام من خلال عدد من وسائل الإعلام والصحافة اللبنانية نسخا من تفاهم (معراب) الذى أبرم مع التيار الوطنى الحر فى شهر يناير 2016 وظلت بنوده التفصيلية سرية وتم بمقتضاه إعلان مصالحة تاريخية بين الجانبين، وتأييد "القوات" ودعمها تولى العماد ميشال عون منصب رئيس الجمهورية اللبنانية، على أن تتوزع الحقائب الوزارية (المخصصة للتيار المسيحي) فى حكومات عهد عون، بما فيها الحقائب السيادية والخدمية، بين الجانبين فى شكل تقاسم ومناصفة.
وفى المقابل اتهم التيار الوطنى الحر - حزب القوات اللبنانية أنه يعمل على عرقلة الرئيس ميشال عون (الزعيم التاريخى للتيار الوطنى الحر) ومعارضة سياسته ومحاوله إفشاله من خلال الوزراء المنتمين إلى القوات داخل الحكومة، وهو الأمر الذى ينفيه حزب القوات مؤكدا استمرار تأييده لعون، وأن أية خلافات سياسية مع التيار ورئيسه جبران باسيل لا علاقة لرئيس الجمهورية بها.