أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، عن ترحيبه بوضع حجر أساس المقر الجديد لمعهد البحوث والدراسات العربية. داعيا الله –عز وجل- أن يكون هذا المقر فاتحة عهد جديد فى التاريخ المشرف لهذا الصرح العلمى الذى نفخر به جميعا.
وأشار أبو الغيط خلال كلمته فى حفل وضع حجر أساس المقر الجديد لمعهد البحوث والدراسات العربية بمدينة 6 أكتوبر، إلى حرصه منذ توليه منصبه كأمين عام للجامعة العربية أن تكون زيارة معهد الدراسات فى مقره بوسط القاهرة من أولى المهام التى يقوم بها. لافتا إلى ملاحظته بأن الإمكانيات ليست على مستوى طموح الباحثين وقدراتهم.
وأوضح أبو الغيط أن معهد الدراسات العربية مؤسسة عريقة، توالى على قيادتها رعيل من القامات الفكرية والبحثية العالية. فى مقدمتهم ساطع الحصرى وشفيق غربال والدكتور طه حسين وآخرون ممن تركوا علامات فى الثقافة العربية المعاصرة، لافتا إلى قيام هذه الأجيال بعمل جاد ومخلص من أجل ترسيخ وعى حقيقى وعلمى بالمشكلات والقضايا الرئيسية التى تؤرق دول العالم العربى، من الزوايا الاجتماعية والسياسية والثقافية على حد سواء.
ونوه أبو الغيط إلى أن البحث العلمى فى زماننا هذا لا يقوم فقط على الجهود الفردية مهما توفر لها من أسباب العبقرية والتفوق، وإنما على توفير بيئة تساعد على البحث العلمى، وتمكن الباحثين من الإلمام بآخر المستجدات فى مجالاتهم المختلفة، والاتصال بنظرائهم فى الخارج ممن يعملون على نفس هذه المجالات..
وتابع "رأيت، لدى زيارتى لمقر معهد الدراسات العربية، أن هناك الكثير مما يمكن عمله من أجل تمكين هذا المعهد العلمى الراقى من القيام بدوره، سواء فى بحث القضايا العربية، أو فى تربية أجيال من الباحثين المُلمين بهذه القضايا عبر العالم العربى كله".
وألمح أبو الغيط أننا اليوم فى عصر تتأسس إنجازاته على البحث العلمى فى كافة المجالات. وليس أمام أمة تصبو للحاق بعصرها والبقاء فى حلبة المنافسة إلا أن تقيم نهضتها على أساس راسخ من العلم والبحث. وما نحتاج إليه حقا هو توفير البيئة السليمة والإمكانيات المطلوبة للباحثين والدارسين لكي يخرجوا لنا منتجا جادا، وعلى مستوى عالمى. ويقينى أن العالم العربى ليس عاطلا من الخبرات البشرية والمواهب الفذة، بل إن ما ينقصنا حقا هو توفير المؤسسة العلمية والبيئة الجاذبة للباحثين الموهوبين.
وفى نهاية كلمته دعا أبو الغيط أن يصير هذا المعهد فى مقره الجديد الذى يليق به وبمكانته وتاريخه نقطة ضوء تعين المجتمعات والحكومات العربية على التعامل مع القضايا والتحديات المركبة التى تواجه بلادنا. والتى لم يعد لدينا ترف تأجيلها أو التهرب منها. بل يتعين علينا فهمها بالبحث والعلم. ومواجهتها بالإرادة والعزم.