ناشد محافظ غزة اللواء ابراهيم أبو النجا العالم ألا يقف متفرجا وهو يرى الشعب الفلسطينى يعيش حالة اختناق وحصار شديد وموت بطيء فى القطاع، مطالبا بضرورة التدخل قبل فوات الأوان ورفض ما يحدث من قتل بالقنص تارة والغارات وإغلاق المعابر تارة أخرى.
وأكد المحافظ أبو النجا، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن ذريعة حرق الطائرات الورقية البدائية حقول المستوطنين ليست صحيحة ومحض افتراء، متسائلا عن كيفية أن تشكل طائرات ورقية حارقة هذا الخطر الضخم الذى تدعيه وكيف تحمل هذه الطائرات نيرانا لا تشتعل فيها، بل وتبقى ساكنة إلى أن تصل إلى الحقول الزراعية لتحرقها، كما تساءل "هل هذا كلام يعقل أو يصدق؟ انه كذب وافتراء وليس صحيحا على الإطلاق".
وأكد أن الهدف من مسيرات العودة على حدود غزة هو إيصال رسالة إلى العالم بأن لنا حقوقا، وقرارات أممية تؤكد على حق الشعب الفلسطيني، وكل ما فعله المشاركون فى المسيرات أن وقفوا محتجين عند السياج الفاصل ورفعوا الشعارات المطالبة بحق العودة وهو ما شكل لدى الاحتلال موقفا معاديا وجعل آلة القتل الإسرائيلية تحصد أرواح 140 شهيدا حتى الآن وآلاف الجرحى .. حتى أن الاحتلال لم يسمح للبعثات بنقل المرضى إلى مستشفيات الضفة الغربية أو الأردن.
وقال أبو النجا " أن هذه الإجراءات التى نتعرض لها تضاف إلى حرماننا من الكهرباء والماء النقى ومن كل سبل الحياة الكريمة، ليكتمل مشهد الموت البطيء، بإغلاق معبر كرم ابوسالم إغلاقا تاما، فى ظل جرحى يعانون من عدم وجود أدوية، وشعب أعزل يعتمد على هذا المعبر التجارى الوحيد فى توفير مقومات الحياة"، لافتا إلى أن أموال البضائع التى تأتى عبره دفعها بالفعل التجار الفلسطينيون، وإغلاقه يعنى فساد البضائع لاسيما المواد الغذائية فى ظل الحر الشديد، وضياع رؤوس الأموال الفلسطينية.
واستطرد قائلا" بالأمس كنت فى زيارة لمركز أطباء بلا حدود فى القطاع وهو مركز أجنبى يضم مجموعة من أطباء العالم، حيث شكوا لنا قلة الأدوية وحجم الإصابات التى يصعب علاجها فى ظل الإمكانيات المحدودة فى القطاع.. وذلك بخلاف المستشفيات التى تعج بالمصابين والجرحى وليس المرضى فقط".
وأضاف المحافظ اننا معتادون على الإجراءات الإسرائيلية التى تهدف دائما إلى مزيد من الإغلاقات والحصار والخنق بحجج واهية ليست مبنية على أى موقف أو تصور أو سبب حقيقي.. مشيرا إلى أن الاحتلال يضيق الحصار علينا منذ سنوات طوال ونحن لم نتوقف عن مناشدة الرأى العام العالمى والمؤسسات كافة.
ولفت إلى ما تشنه إسرائيل من غارات تستهدف الأطفال، مشيرا إلى أن آخر غارة ارتقى فيها طفلان فى موقع الكتيبة الخالى من أى مؤسسة أمنية، بل كان فيها أطفال يلعبون - كونها ساحة يلجأ إليها المواطنون من شدة الحر كمتنفس -، كما شنت طائراتهم غارات على جميع المنشآت هناك حيث كان يوجد مسجد ومؤسسة "فلسطين المستقبل " التى تحظى بإشراف دولى - وهى ترعى وتهتم بالمعاقين وأصحاب الشلل الدماغى وبها قرابة 200 شخص، إلا أن الموقع كان خاليا من النزلاء والأطباء حيث وقع القصف خارج ساعات الدوام الرسمى للمؤسسة مع العلم انه لو حدث هذا القصف أثناء الدوام لكانت الكارثة محققة وأكبر فى الأرواح.
وقال أن مجموعة الحرب الإسرائيلى التى تسمى "الكابينت" لا تدخر أى جهد فى أن تخرج بقرارات جديدة كل يوم لخنق أهل غزة وتضييق الحصار عليهم وقتلهم بذرائع واهية، لافتا إلى أن الذريعة الحالية هى الطائرات الورقية الحارقة وأنها أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الإسرائييليين كما يدعون، بل إنهم يعلنون للعالم أنهم مستهدفون وأن ما يقومون به هو دفاع عن النفس، داعيا إلى عدم الالتفات لما يروجه الاحتلال زيفا بأن الشعب الفلسطينى إرهابى ومخرب وغيرها من المسميات التى يتفنن بها الاحتلال لصرف أنظار العالم عن الحقيقة الواضحة، وتابع "لا ننسى ما قاله اسحق رابين عندما كانت إسرائيل تحتل القطاع من أنه يتمنى أن يأتى اليوم الذى "يصحو فيه ليجد أن البحر ابتلع غزة ".
وطالب محكمة الجنايات الدولية بأن تقوم بدورها لاسيما وأن الفلسطينيين لا يملكون من أمرهم شيئا يفعلونه، وقال " إننا نملك الكثير من الإثباتات التى تحدد وتصف جرائم الحرب الإسرائيلية التى تشن علينا، لمحاكمة المسئولين الإسرائيليين عما اقترفوه فى حق شعبنا".