أقام سفير مصر بالمغرب أشرف إبراهيم وزوجته السيدة منى البغدادى، حفل استقبال أمس الأربعاء بمقر إقامتهم فى الرباط، بمناسبة العيد الوطنى لجمهورية مصر العربية، العيد السادس والستين لثورة يوليو 1952، والذى حضره رئيس مجلس النواب الحبيب المالكى، وعبدالحق المرينى الناطق الرسمى باسم القصر الملكى، وعدد من الوزراء والمسؤلين يتقدمهم وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، ووزير الصحة أنس الدكالى، ووزير المالية الأسبق فتح الله ولعلو، والكاتب العام لوزارة الخارجية والتعاون محمد على الأزرق، وعمدة الرباط ورئيس المجلس البلدى محمد الصديقى.
وأوضحت السفارة المصرية بالمغرب فى بيان أن قائمة الحضور ضمت أيضا نخبة من رموز المجتمع وقادة وممثلى عدد من الأحزاب السياسية والسفراء العرب والأجانب وملحقى الدفاع المعتمدين، وممثلى المنظمات الدولية، إلى جانب عدد كبير من الاقتصاديين ورجال الأعمال والمثقفين والفنانيين والإعلاميين، منهم مصطفى العلوى قيدوم الصحافة المغربية والفنانون عزيز داداس ولمياء الزايدى وخليل بنانى ودنيا بوطازوت وفاطمة الزهراء القرطبى وليلى المرينى، إلى جانب ممثلى الجالية المصرية بالمغرب.
بدأ الاحتفال بالسلامين الوطنى لمصر والمغرب، تلاه كلمة للسفير أشرف إبراهيم، وفقرات فنية لكورال رنين التابع لجمعية رباط الفتح بقيادة المايسترو عزيز العسرى والذى قدم مقطوعات موسيقية منوعة، كما شدت الفنانات سلمى رشيد وفاطمة الزهراء القرطبى ولمياء الزايدى بمجموعة من الأغانى الوطنية.
وفى كلمته بهذة المناسبة، أكد سفير مصر بالمغرب أن الاحتفال باليوم الوطنى يأتى فى ظل أوضاع تبعث على السعادة والفخر، حيث تنطلق مصر بإصرار وثبات نحو تحقيق مستقبل أفضل للمصريين، بعد أن تمكنت بجهد قيادتها وشعبها، ودعم الأشقاء والأصدقاء، وعلى رأسهم المملكة المغربية الشقيقة، من استعادة وجهها الحضارى ودورها الريادى؛ وتطبيق برنامج شامل للإصلاح الاقتصادى.
وأضاف إبراهيم أن مصر اختارت الطريق الصعب فى تطبيق إصلاحات شاملة، بهدف علاج الاختلالات التى كانت تعوق عملية التنمية، وبدأت فى جنى ثمار تلك السياسات بشهادة المؤسسات الدولية، حيث استقرت الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وتعزز الشعور بالاستقرار فى ربوع الوطن، واقتربت الحركة السياحية من الوصول لمعدلاتها الطبيعية، وتضاعفت نسبة النمو إلى نحو 5.4 بالمائة، وتطور ترتيب مصر في مؤشر التنافسية العالمى الذى يصدره المنتدى الاقتصادى العالمى، للمرة الأولى منذ سنوات، وتحققت أهم الاهداف المرحلية لخطة 2030 للتنمية المستدامة.
وأوضح سفير مصر بالمغرب أن الاحتفال هذا العام يأتى أيضا فى وقت تمر فيه العلاقات المصرية - المغربية بأفضل حالاتها، وتتطور فى مختلف المجالات، وصولا لمستوى الشراكة الاستراتيجية، التى يتطلع إليها البلدان من خلال استئناف اجتماعات اللجنة العليا المصرية - المغربية المشتركة، وهى الوحيدة التى تعقد على مستوى القمة، والتى ستمثل نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية بمختلف أبعادها.
وأكد إبراهيم أن علاقة البلدين تشهد تنسيقاً فى كافة الملفات ذات الاهتمام المشترك، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو القضايا العربية وعمل الاتحاد الأفريقى وأجهزته، ومنها مجلس السلم والأمن الأفريقى، وعمليات حفظ السلام وبؤر التوتر وتنمية القارة ومحاربة الإرهاب وتغير المناخ، مشيرا إلى أن مصر والمغرب بلدان عربيان أفريقيان، كلاهما له دور هام على المستويين العربى والأفريقى، فعلى المستوى العربى هناك العديد من الأزمات والقضايا التى يواجهها عالمنا العربى وتستلزم التعاون والتنسيق لتحقيق الاستقرار فى وطننا العربى والحفاظ عليه وعلى دوله.
وعلى المستوى الأفريقى، أوضح سفير مصر بالمغرب أن البلدين يلعبان دورا هاماً فى تحقيق التنمية والاستقرار فى القارة السمراء، وهو ما يستلزم تعاونهما لتحقيق هذا الهدف بالتعاون مع الدول الكبرى فى القارة، وإدراكا من مصر لأهمية دور المغرب فى الجهود المبذولة على مستوى أفريقيا، وكانت مصر من أشد المؤيدين لعودة المغرب لمكانها فى الاتحاد الأفريقى، واليوم نرى المغرب عضواً فى مجلس السلم والأمن الأفريقى وتساهم بفاعلية فى حل مشاكل القارة.
وأشاد إبراهيم بما تتسم به العلاقات بين مصر والمغرب من خصوصية تستمدها مما يربط البلدين من علاقات شعبية وتاريخية تمتد لآلاف السنيين، مشددا على اهتمامه بهذا البعد الهام منذ تسلمه العمل عبر تفعيل التعاون الثقافى والشعبى بين البلدين من خلال دعم الثقافة المغربية للانتشار فى مصر، ودعم الثقافة المصرية للمحافظة على مكانتها فى المملكة، وبالفعل فقد كان عام 2017، هو عام تكريم الثقافة المغربية في مصر، وتكريم الثقافة المصرية بالمغرب، وتوج ذلك باحتفاء الدورة الـ 48 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب بالمغرب كضيف شرف، واحتفاء الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولى للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بمصر كضيف شرف.
وأكد السفير أشرف إبراهيم أن سفارة مصر بالرباط ستواصل جهودها لإبراز عمق مصر والمغرب الحضارى وثرائهما الثقافى والإنسانى، بالتعاون مع المؤسسات المعنية بالبلدين، وتفعيل الجهود الهادفة إلى توظيف الثقافة فى خدمة أهداف التنمية والسلام فى المنطقة والعالم، من خلال نشر ثقافة الاعتدال وتفتيت خطاب التطرف والكراهية، بالتعاون مع المؤسسات المعنية بالبلدين، خصوصا الأزهر الشريف والرابطة المحمدية للعلماء.
وفى الجانب الاقتصادى، أوضح إبراهيم فى كلمته أن هناك تركيزا على تعميق مسار التكامل بين البلدين باعتباره الخيار الأفضل لتطوير علاقتهما الاقتصادية، من خلال بناء نوع جديد من الشراكة يستند على تطور القطاع الخاص فيهما، وتشكيل مجموعات عمل فى إطار اللجنة العليا المشتركة، تحدد قطاعات استراتيجية لتطوير التعاون وتعزيز الاستثمارات المشتركة ودعم التبادل التجارى، وكذلك تحقيق التكامل بالقارة الإفريقية من خلال مشروعات مشتركة، والاستفادة من المزايا التى تتيحها اتفاقية أغادير واتفاقيات الشراكة الأوروبية الأورومتوسطية ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لتحقيق التكامل المنشود.