بتوصية من ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، اتفقت المملكة العربية السعودية وإقليم كردستان العراق على حزمة من التعاون الاقتصادى والاستثمارى تشمل تسيير رحلات جوية، وفتح بنك سعودى فى الإقليم، وعقد مؤتمر استثمارى لتنشيط العلاقات التجارية بين الجانبين.
تمخض هذا التعاون بناء على مباحثات جرت فى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقى الشمالى بين رئيس حكومة الإقليم نجيرفان بارزانى ووفد سعودى ضم سامى بن عبدالله العبيدى رئيس الغرف التجارية السعودية وعبدالعزيز الشمرى سفير المملكة فى العراق ومنصور فيصل العتيبى القنصل العام السعودى فى إقليم كردستان، وعددا من رؤساء وأعضاء الغرف التجارية السعودية.
وعبر الوفد السعودى عن رغبة الفعاليات التجارية السعودية فى الاستثمار وتشغيل رؤوس الأموال فى إقليم كردستان بالإفادة من الاستقرار والأرضية الملائمة للاستثمار فى الإقليم، وذلك وفقا لبيان صحفى صدر عن رئاسة الحكومة الكردية، مشيرا إلى أن الجانبين تباحثا فى فرص العمل والاستثمار وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية فى جميع المجالات فى إقليم كردستان، وتم بصورة خاصة تسليط الضوء على المجالات التى تهم الجانبين للتعاون، مثل المجالات الصناعية والزراعية والسياحية، واتفقا على اتخاذ إقليم كردستان كخطوة أولى مركزًا لبدء النشاط التجارى والاقتصادى والعمل والاستثمار فى جميع أنحاء العراق.
كما تم التأكيد على ضرورة بدء تسيير رحلات جوية مباشرة بين إقليم كردستان والمملكة وفتح بنك سعودى فى الإقليم، وعقد مؤتمر لهذا الغرض فى إقليم كردستان أو فى السعودية، بمشاركة المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من السعودية والعراق، وضمنه إقليم كردستان والجهات الحكومية المعنية من الجانبين وتشكيل لجنة مشتركة للمتابعة.
من جانبه، عبر بارزانى عن دعم حكومة الإقليم لهذا التعاون وتقديمها التسهيلات للاستثمار وتشغيل رؤوس الأموال السعودية فى كردستان وتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وإقليم كردستان وبين السعودية، آملا أن يشهد المستقبل القريب خطوات عملية لتنمية هذه العلاقات بين الجانبين.
وكان الوفد السعودى قد وصل إلى أربيل أمس الاثنين، وهو يضم رجال أعمال ومستثمرين للاتفاق على تنفيذ مشاريع استثمارية بناء على توصية من ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، كما قال مسؤول فى الإقليم.
يشار إلى أن للسعودية قنصلية عامة فى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، كان قد تم افتتاحها قبل عامين.
من جهة أخرى، كشف البنك العراقى للتجارة، والذى يعد أحد أكبر البنوك فى جمهورية العراق، عن مساعيه لافتتاح أول فرع له فى المملكة العربية السعودية، وذلك تبعا لحصوله على التراخيص الرسمية اللازمة من مؤسسة النقد السعودية (SAMA) و مجلس الوزراء السعودي.
وتأتى هذه الخطوة تماشياً مع خطة المصرف العراقى للتجارة والرامية إلى توسيع أعمال المصرف على الصعيدين الإقليمى والعالمي، وذلك بعدما قام خلال نوفمبر الماضى بافتتاح مكتب تمثيلى فى أبوظبى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة. ويسعى المصرف العراقى للتجارة حاليًا لافتتاح الفرع التالى فى الرياض، فى سبيل توسيع سبل التعاون المالى والنقدى والاقتصادى بين البلدين، وسيتم الافتتاح الرسمى قبل نهاية العام الحالي.
وفى تصريح له قال فيصل الهيمص، رئيس المصرف العراقى للتجارة ورئيس مجلس الإدارة: "نحن سعداء فى المصرف العراقى للتجارة بالحصول على الموافقات والتراخيص من مؤسسة النقد العربى السعودي. لا شك أن هذه الخطوة تدعم مساعى المصرف نحو مزيد من النمو والتوسع على المستوى الاقليمى ، كما تؤكد على التزامنا بتطبيق معايير الامتثال الدولية وفق النموذج المصرفى المعتمد فى القطاع المصرفى العالمي".
وحول استراتيجية التوسع قال الهيمص: "تعد المملكة العربية السعودية من أهم الأسواق ضمن استراتيجية التوسع الاقليمية التى ننتهجها، وذلك للاستفادة من النمو الذى يشهده التبادل التجارى بين الدولتين".
وأردف بقوله: "بفضل افتتاح مكتب تمثيلى للمصرف العراقى للتجارة فى إمارة أبوظبي، أضحى بإمكاننا التعريف بفرص الاستثمار الهائلة فى العراق، كما بدأنا بالعمل على بناء علاقات وثيقة ضمن القطاعات المالية والمصرفية فى دولة الإمارات العربية المتحدة".