عاودت أزمة تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية لتتصدر اهتمامات الصحف الصادرة صباح اليوم فى لبنان، حيث أجمعت على أن لقاءات رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى التى ستجرى خلال الساعات القليلة المقبلة، قد تحدد مصير التشكيل الحكومة، خاصة اللقاء المرتقب مع وزير الخارجية رئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل، الذى عاد مساء أمس من زيارة للولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحف، إن مستقبل تشكيل الحكومة مرهون باللقاء المرتقب بين الحريرى وباسيل، خاصة وأن الأيام الماضية شهدت حراكا كثيفا على مسار التشكيل، ظهرت معالمه فى عودة "الانسجام" والتصريحات الإيجابية المتبادلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون و"الحريرى" وهو الأمر الذى أصبحت معه الحكومة قاب قوسين أو أدنى من الظهور.
وقالت صحيفة (النهار)، إن الانتظار لا يزال سيد الموقف، لحين لقاء (الحريرى – باسيل)، مشيرة إلى أن عقبات التشكيل لا تزال على حالها، خاصة عقدة تمثيل الطائفة الدرزية داخل الحكومة، والخلاف المسيحى المتمثل فى الصراع على الحصص والأحجام بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطنى الحر.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه تبرز أيضا مشكلة ما قبل التشكيل وما بعده فى السياسة، والمتمثلة فى العلاقة مع النظام السورى، فى ظل تواصل عدد من القوى السياسية مع سوريا دون التشاور مع رئيس الحكومة الذى يرفض من جانبه التواصل المباشر بين الحكومتين.
من جانبها، ذكرت صحيفة (الجمهورية)، أن اللقاء المنتظر بين سعد الحريرى وجبران باسيل من شأنه أن يوضح مستقبل التشكيل الحكومى، مشيرة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه برى استعجل عملية التشكيل بتأكيده أمام عدد من زواره أن لبنان فى حاجة ملحة إلى حكومة جديدة تنقذ الوضع الاقتصادى من التدهور وتضع حدا للقلق العام الذى ينعكس سلبا على اللبنانيين.
وأكدت الصحيفة، أن اللقاء الأخير بين سعد الحريرى وميشال عون أسس إلى إنجاز الحكومة الجديدة، فى ظل تبادل الحرص بينهما على أن تبقى العلاقة بمنأى عن التأثر بأى تباينات، وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة، وجود حلول جديدة للعقبات التى تقف أمام التشكيل الحكومي، بحيث تتشكل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا يمنح فيها حزب القوات اللبنانية 4 حقائب وزارية، والحزب التقدمى الاشتراكى 3 حقائب، أو تشكل حكومة من 24 وزيرا تمثل فيها كل الأطراف بتوزيع مختلف.
وأشارت الصحيفة، إلى وجود "تفاهم" بين "عون" و"الحريرى" على أن يتولى الأول حل مشكلة تمثيل حزب القوات اللبنانية، وأن يتولى الثانى حل مشكلة التمثيل الدرزى، مؤكدة أن الصورة ستتضح عقب لقاء الحريرى مع باسيل، وحال نجاح اللقاء يمكن الانتقال إلى البحث فى توزيع الحقائب السيادية والأساسية والعادية وأخيرا وزراء الدولة.
من جهتها، قالت صحيفة (اللواء)، بوجود معلومات أن لقاء الحريرى وباسيل قد تم بالفعل فى مقر إقامة رئيس الوزراء ببيت الوسط عقب عودة الأخير من زيارته لواشنطن، وبمنأى عن وسائل الإعلام، وذكرت الصحيفة، أن القوى السياسية رمت عقدة تأخير تشكيل الحكومة فى ملعب باسيل، إلا أن مصادر التيار الوطنى الحر قالت للصحيفة إن رئيس التيار لم يعد يتدخل فى حصص الآخرين الوزارية، وإنما طرح مطالب التيار والعهد (الرئاسة) معا.
وقالت الصحيفة، إن تفاهما قد تم بين سعد الحريرى وميشال عون على أن يتم منح حزب القوات اللبنانية 4 حقائب وزارية، بينهما حقيبتان أساسيتان، بعد تعذر منح الحزب حقيبة سيادية، وأن يمنح الحزب التقدمى الاشتراكى 3 حقائب للطائفة الدرزية، وأن يكون منصب نائب رئيس الحكومة خاضع لاختيار رئيس الجمهورية.
من ناحيتها، أكدت صحيفة (الأنوار) أن المعلومات تشير إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون كان متفهما للتصور الذى قدمه سعد الحريرى لحل عقد تشكيل الحكومة (المسيحية والدرزية والسنية)، مشيرة إلى أن عون وافق على إعطاء حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمى الاشتراكى ما يطالبان به من حقائب، غير أنه ترك تفاصيل الحقائب ونوعيتها للبحث بين الحريرى وباسيل.