تعهد العاهل المغربى الملك محمد السادس، بتجاوز المعوقات وتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ البرامج التنموية وخلق فرص العمل وضمان العيش الكريم، ودعا المغاربة للترفع عن الخلافات.
جاء ذلك فى خطاب وجهه الملك للمغاربة فى الذكرى التاسعة عشرة لجلوسه على العرش من مدينة الحسيمة فى منطقة الريف بشمال المغرب التى شهدت احتجاجات عنيفة منذ أواخر أكتوبر، عام 2016 حتى منتصف 2017.
وقال العاهل المغربى "إن الوطنية الحقة تعزز الوحدة والتضامن، وخاصة فى المراحل الصعبة، والمغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانا، بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوى عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات."
كان إقليم الريف قد شهد احتجاجات عنيفة اندلعت بعد مقتل بائع الأسماك محسن فكرى فى أكتوبر عام 2016، سحقا فى حاوية للنفايات عندما حاول استرجاع أسماكه المصادرة بحجة عدم قانونية صيدها.
وتحولت الاحتجاجات على مقتله إلى احتجاجات اجتماعية مطالبة بتوفير فرص العمل والعيش الكريم وتنمية.
وقال العاهل المغربى، إنه واثق أن المغاربة "لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية وبائعى الأوهام باستغلال بعض الاختلالات للتطاول على أمن المغرب واستقراره أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته. لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة هو الوطن والمواطن على حد سواء".
وأضاف "سنواصل السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم".
وتابع قائلا "ينبغى الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع، وبين كل مكوناته".
وواجهت السلطات احتجاجات الريف الأخيرة بالقمع واعتقلت العشرات. وحكمت محكمة مغربية فى أواخر يونيو حزيران الماضى على 53 معتقلا على خلفية هذه الاحتجاجات بأحكام تراوحت ما بين عام و20 عاما. واعتبرها مدافعون عن حقوق الإنسان أحكاما "قاسية وسياسية".