قال رئيس الخطوط الجوية التونسية لرويترز اليوم الجمعة إن الشركة تريد تسريح 1200 عامل فى الوقت الذى تعانى فيه من صعوبات مالية ساهمت فى تراجع جودة خدماتها وتكرر تأخير رحلات مع تنامى الطلب بعد تعافى صناعة السياحة هذا الموسم.
وتتطلع الخطوط التونسية المملوكة للدولة للتوسع فى أفريقيا، بينما تستعد لتحرير مجالها الجوى أمام أوروبا هذا العام بتوقيع اتفاق السماوات المفتوحة مع الاتحاد الأوروبى، مما سيضعها فى منافسة محتدمة مع شركات الطيران الأوروبية ذات التكلفة المنخفضة.
وتعرضت الشركة لخسائر مالية فادحة منذ انتفاضة 2011 التى أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن على، إضافة الى خسارة الشركة للسوق الليبية التى كانت تمثل حوالى ربع النشاط التجارى للخطوط التونسية.
وقال الياس المنكبى لرويترز "الشركة تعانى من صعوبات مالية كبرى بسبب ارتفاع عدد العمال وكتلة الأجور المرتفعة فى الشركة".
أضاف أن تأخير الرحلات ناتج عن نقص فى أسطول الشركة من حوالى 30 طائرة الى 24 طائرة فى طور الاستخدام حاليا.
وتواجه الخطوط التونسية صعوبات لسداد أموال صيانة بعض قطع الطائرات لدى شركات الصيانة الأوروبية وفقاً لما ذكره المنكبي.
وقال "نحن اقترحنا تسريح 1200 عامل وننتظر موافقة الحكومة على هذا البرنامج الذى سيساعد الشركة على تخفيف أعبائها المالية والخروج من أزمتها".
ويطالب بعض الخبراء ببيع الخطوط التونسية لتكون أكثر تنافسية. لكن اتحاد الشغل القوى يرفض أى خطط لبيع الشركة.
وقال حزب آفاق تونس فى بيان إن الشركة تشهد وضعا صعبا انعكس بشكل كبير على صورة تونس وأضر بشكل واضح بقطاع السياحة. وطالب الحزب الحكومة بالتدخل بشكل عاجل لإنقاذ الشركة.
والخطوط التونسية واحدة من عشرات الشركات المملوكة للدولة التى عانت من مشاكل مالية فى السنوات الأخيرة. وتسعى الحكومة إلى وضع خطط لوقف نزيف الخسائر.
وتأتى الصعوبات بينما تستعد الحكومة للتوقيع على اتفاق السماوات المفتوحة مع الاتحاد الأوروبى، مما سيجعل الشركة فى منافسة قوية مع شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة
وقال المنكبى "لن يكون الأمر يسيراً للشركة بعد السماوات المفتوحة بكل تأكيد، ولكن لدينا برنامج إصلاح للشركة لو يجرى تنفيذه سنكون فى الاتجاه الصحيح.
"لدينا برنامج إنعاش للشركة كلفته حوالى مليار دينار (363.02 مليون دولار) يتضمن إصلاحات هيكلية للشركة وخططا تجارية... نحن نستعد للحرب فى وقت السلم".
وأضاف أن الشركة تنوى تأجير ست طائرات لتدعيم أسطولها فى 2019.
وقال مسؤولون فى الشركة لرويترز هذا العام إن الشركة التونسية المملوكة للدولة ستطلق خطين جديدين بحلول نهاية هذا العام إلى السودان والكاميرون. وبذلك يرتفع عدد الخطوط الأفريقية إلى عشرة، بعد أن بدأت رحلاتها إلى غينيا وبنين العام الماضي.