قالت المتحدثة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ليز تروسيل، إنه منذ اندلاع العنف في العاصمة الليبية طرابلس، في 26 أغسطس الماضي، قتل ما لا يقل عن 21 مدنيا، بينهم امرأتان وطفلين كما جرح 16 شخصا آخر.
وأشارت تروسيل في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، في جنيف إلى أن أطراف النزاع كانت تطلق النار بشكل عشوائي وتستخدم أسلحة ذات تأثيرات واسعة النطاق، بما في ذلك الصواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية، وذلك في مناطق سكنية مكتظة بالسكان، وطالبت المتحدثة جميع الأطراف بوضع حد للهجمات العشوائية واتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة لتجنيب المدنيين والأهداف المدنية.
وأعربت المتحدثة عن قلق مفوضية حقوق الإنسان إزاء تأثير الصراع على المجموعات التي تعيش أوضاعا هشة، بما في ذلك المهاجرين والمشردين داخليا، وأشارت إلى أن بعضا من حوالي 8 آلاف مهاجر معتقل بشكل تعسفي عالقون في مراكز احتجاز بالمناطق التي يدور فيها القتال ودون الحصول على الطعام أو العلاج الطبي، مضيفة أن آخرين تم إطلاق سراحهم، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الأمان والخدمات الأساسية.
ونوهت تروسيل إلى أن مئات العائلات نزحت في القتال الأخير، حيث لجأ البعض إلى المدارس بينما يعتقد أن آخرين مازالوا محاصرين في مناطق القتال بدون كهرباء وماء وطعام، كما أعربت عن القلق كذلك إزاء التقارير المتعلقة بالنهب والسلب.
وأضافت أنه وفقا للمعلومات التي تلقتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فقد تم إطلاق النار على عمال الإغاثة الإنسانية يوم السبت الأول من سبتمبر، بينما كانوا يسعون إلى إجلاء مدنيين محاصرين.
ودعت المتحدثة، في المؤتمر الصحفي، جميع أطراف النزاع إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية بشكل فورى وبدون عوائق إلى المدنيين المحتاجين، كما حثت باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان الأطراف المتحاربة على احترام وحماية العاملين المنخرطين في أعمال الإغاثة الإنسانية ووقف جميع الهجمات على النقل الطبي والوحدات الطبية، فضلا عن تسهيل التنقل الأمن والطوعي للمدنيين الراغبين في مغادرة مناطق العمليات القتالية الفعلية.
فيما أدانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو، اليوم الثلاثاء، سقوط خسائر في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات في طرابلس.
وقالت ريبيرو إن العائلات في طرابلس تعيش حالة من الخوف بسبب القصف العشوائي الذي يضرب أحياءها من بعيد دون معرفة من يقف وراء هذه الهجمات ومن أين تأتي..وأضافت أن أعمال العنف تجبر العائلات على الفرار من منازلها؛ فيما تسبب العنف في إلحاق الضرر بأحد المرافق الطبية.
وقالت: "بالنيابة عن المجتمع الإنساني في ليبيا؛ أدعو جميع الأطراف إلى الامتناع فوراً عن استخدام الأسلحة العشوائية في المناطق السكنية، ووقف جميع الأعمال العدائية، واستئناف محادثات وقف إطلاق النار، وأؤكد على جميع الأطراف الإيفاء بالتزامهم بموجب القانون الإنساني الدولي ، لضمان سلامة المدنيين والمرافق المدنية ، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى المناطق المتضررة".
وأعربت ماريا ريبيرو عن قلق الأمم المتحدة إزاء سلامة النازحين داخلياً، واللاجئين والمهاجرين في طرابلس، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق الوثيق مع السلطات على توفير المساعدة الإنسانية حيثما دعت الحاجة.